للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٣» قوله: ﴿أَرْبَعُ شَهاداتٍ﴾ قرأه حفص وحمزة والكسائي برفع «أربع» وهو الأول. وقرأه الباقون بالنصب.

وحجة من رفع أنه جعل «أربع» خبرا (١) عن «شهادة» في قوله:

﴿فَشَهادَةُ﴾ أحد) فيكون «بالله» متعلقا ب «شهادات»، ولا يتعلق ب «شهادة» لأنك كنت تفرّق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء.

«٤» وحجة من نصب أن «شهادة» بمعنى «أن يشهد» فأعمل «يشهد» في «أربع» فنصبه، ورفع «الشهادة» بمضمر، كأنه قال: فلازم شهادة أحدهم، أو واجب شهادة أحدهم، أو فالحكم شهادة أحدهم، أو فالفرض شهادة أحدهم.

ويجوز أن يكون «إِنَّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ» خبرا عن شهادة، ويجوز أن يكون مفعولا للشهادة، فتعلّق الشهادة كما تعلق العلم. ويجوز أن تنصب «أربع شهادات» على المصدر، كما تقول: شهدت مائة شهادة، وضربته مائة سوط (٢).

«٥» قوله: ﴿أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ﴾ و ﴿أَنَّ غَضَبَ اللهِ﴾ قرأه نافع فيهما بتخفيف «أنّ» ورفع «اللعنة» على الابتداء، وعليه الخبر وكسر الضاد من «غضب»، على أنّه فعل ماض، يرتفع به الاسم بعده، و «أن» يراد بها الثقيلة، ولا تخفف «أنّ» المفتوحة إلا وبعدها الأسماء، فتضمر معها الهاء، وإذا خفّفت المكسورة أضمرت معها القصة (٣) أو الحديث، وقد تقدّم شرح الفرق


(١) ب: «خبر» وتصويبه من: ص، ر.
(٢) معاني القرآن ٢/ ٢٤٧، وزاد المسير ٦/ ١٥، وتفسير القرطبي ١٢/ ١٨٢، وتفسير النسفي ٣/ ١٣٣، وكتاب سيبويه ١/ ٥٥٣، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٦٦ /ب.
(٣) ب: «القصد» ورجحت ما في: ص، ر.