للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بينهما. وقرأ الباقون بتشديد «أنّ»، ونصب «اللعنة» وفتح الضاد من «غضب»، يجعلونه مصدرا، وينصبونه ب «أنّ» ويخفضون الاسم بعده، على إضافة الغضب إليه، والاختيار ما عليه الجماعة (١).

«٦» قوله: ﴿وَالْخامِسَةُ﴾ قرأ حفص بالنصب، وهو الثاني، وقرأ الباقون بالرفع.

وحجة من نصبه أنه نصبه على إضمار فعل، دلّ عليه الكلام تقديره: ويشهد الخامسة، أي الشهادة الخامسة، لأن «شهادة» تدل على «يشهد»، ونصبه على أنه موضوع موضع المصدر. ويجوز نصب الخامسة في قراءة من نصب «أربع شهادات» على العطف على «أربع» ويجوز نصب «أربع»، و «الخامسة» على أنهما موضوعان موضع المصدر.

«٧» وحجة من رفع أنه عطفه على «أربع» إن كان ممن يقرأ «أربع شهادات» بالرفع، وإن كان يقرأ «أربع» بالنصب رفع «الخامسة» على خبر ابتداء محذوف، تقديره: وشهادة أحدهم الخامسة. ويجوز أن يحمله على المعنى، لأن «أربع شهادات» وإن نصبته فمعناه الرفع فترتفع «الخامسة» على العطف على معنى «أربع شهادات» (٢).

«٨» قوله: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ﴾ قرأه حمزة والكسائي بالياء، للتفريق بين المؤنث وهو «ألسنة» وبين فعله، ولأن تأنيث الجمع غير حقيقي، ولأن الواحد من الألسنة مذكّر. وقرأ الباقون بالتاء، لتأنيث لفظ الجمع في «ألسنة» و «ألسنة» جمع لسان على لغة من ذكّر ك «حمار وأحمرة» وإذا جمع على


(١) التبصرة ٩٢ /أ، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٧٤ /ب، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٦٧ /أ.
(٢) المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٧٤ /ب - ٧٥ /أ، وتفسير ابن كثير ٣/ ٢٦٧.