للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عليه في الروم (١).

«٣٢» قوله: ﴿تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ﴾ قرأ الكوفيون «أن الناس» بفتح الهمزة، على تقدير: بأن الناس. وفي حرف أبيّ: «تنبئهم أنّ الناس».

فهذا لا يكون معه إلا فتح «أن». وفي حرف ابن مسعود: «تكلّمهم بأنّ الناس». فهذا ظاهر في فتح «أن». حكى قتادة أنّ في بعض القراءة «تحدثهم أنّ الناس»، فهذا يدل على أن «تكلمهم» من «الكلام»، ليس من الجراح، وسئل ابن عباس عن هذا الحرف كيف هو! تكلّمهم أو تكلمهم؟ فقال: كلاّ والله تفعل، تكلّم المؤمنين وتكلم الكافر، أي تجرحه أي تسمه. وقرأ الباقون بكسر الهمزة على إضمار القول أي: تكلمهم فتقول: إن الناس. وحسن هذا لأن الكلام قول، فدلّ «تكلمهم» على القول المحذوف، لأنه قول، وهو الاختيار (٢).

«٣٣» قوله: ﴿وَكُلٌّ أَتَوْهُ﴾ قرأه حفص وحمزة «أتوه» بالقصر، وفتح التاء. وقرأ الباقون بالمدّ وضم التاء، وورش على أصله في المدّ، وفي إلقائه حركة الهمزة على التنوين في «كل».

وحجة من قصره أنّه جعله فعلا ماضيا، من باب المجيء، [أي] (٣) وكل جاؤوه. وأصله «أتيوه» على وزن «فعلوه» فلمّا انضمت الياء، وقبلها فتحة، قلبت ألفا، وبعدها واو الجمع ساكنة، فحذفت الألف لسكونها وسكون واو الجمع بعدها، وبقيت مفتوحة تدلّ على الألف المحذوفة. والهاء في هذه القراءة في موضع نصب بوقوع الفعل عليها.


(١) معاني القرآن ٢/ ٣٠٠، وإيضاح الوقف والابتداء ٢٤١، وزاد المسير ٦/ ١٩٠، وهجاء مصاحف الأمصار ١٢ /أ، والمقنع ١٠٣.
(٢) معاني القرآن ٢/ ٣٠٠، وإيضاح الوقف والابتداء ٨٢٠، والحجة في القراءات السبع ٢٥٠، وزاد المسير ٦/ ١٩٣، وتفسير القرطبي ١٣/ ٢٣٨، وتفسير ابن كثير ٣/ ٣٧٤، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٧٥ /ب.
(٣) تكملة موضحة من: ص، ر.