للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فعلا مستقبلا، والهمزة للمخبر عن نفسه، والألف بعدها بدل من همزة ساكنة، هي فاء الفعل وهي همزة «أتى» والكاف في موضع نصب بالفعل، والفاعل هو المخبر عن نفسه أيضا، مضمر في الفعل، والاختيار أن يكون «أنا آتيك» في الموضعين على «فاعل»، لمن أماله، لأن الألف المبدلة من همزة ساكنة، لا تمال كما لا تمال الهمزة الساكنة (١).

«٣٥» قوله ﴿بِما تَفْعَلُونَ﴾ قرأه ابن كثير وأبو عمرو وهشام بالياء، حملا على لفظ الغيبة، في قوله: ﴿وَكُلٌّ أَتَوْهُ﴾. وقرأ الباقون بالتاء، ردّوه على الخطاب الذي قبله، في قوله: ﴿وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً﴾. فهو خطاب للنبيّ، وأمته داخلون معه في الخطاب، فحمل «تفعلون» على الخطاب العام، فالغيّب داخلون في الخطاب، لكن غلب لفظ الخطاب على لفظ الغيبة، وهو الاختيار (٢).

«٣٦» قوله: ﴿وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ﴾ قرأ الكوفيون بتنوين «فزع» وقرأ الباقون بغير تنوين، على إضافة «فزع» إلى «يوم»، وقد تقدّم ذكر «يومئذ» في هود وعلّة بنائه (٣).

وحجة من نوّن «فزع» أنه أراد أن يعمل المصدر وهو «فزع» في الظرف، وهو «يوم»، على تقدير: وهم من أن يفزعوا يومئذ، ف «يومئذ» نصب على الظرف، والعامل «فزع»، ويجوز أن ينتصب «يوم» على الظرف، وهو (٤) في موضع صفة ل «فزع» لأن المصادر يحسن أن توصف بأسماء الزمان كما يجوز أن تكون أسماء الزمان خبرا عنها، والتقدير إذا جعلته [صفة] (٥): فهم من فزع يحدث «يومئذ»،


(١) زاد المسير ٦/ ١٩٥، وتفسير ابن كثير ٣/ ٣٧٨، وتفسير النسفي ٣/ ٢٢٣، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٨٢ /أ.
(٢) زاد المسير ٦/ ١٩٦، وتفسير النسفي ٣/ ٢٢٤.
(٣) راجع سورة هود، الفقرة «١٦ - ١٧».
(٤) ب: «وهي» وتوجيهه من: ص، ر.
(٥) تكملة لازمة من: ص، ر.