للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المدّ فهو وجه، والمدّ أقيس فيه، لأن التخفيف عارض، لكن لم أقرأ به، ومن الناس من يقول: إن كسر الياء فيه لغة من لا يرى أنّ أصله الهمز، فعلى هذا يحسن ترك المدّ لورش، ومثله [الاختلاف في] (١) المجادلة والطلاق (٢)، والعلّة واحدة، والاختيار الهمز والياء بعد المهزة، لأنه الأصل وعليه الأكثر (٣).

«٣» قوله: ﴿تُظاهِرُونَ﴾ قرأه الحرميان وأبو عمرو بتشديد الظاء والهاء، من غير ألف، وأصله «يتظهّرون» على وزن «يتفعّلون» ثم أدغمت التاء الثانية في الظاء، فوقع التشديد لذلك، وحسن الإدغام، لأنك تنقل حرفا ضعيفا، وهو التاء إلى لفظ حرف قويّ، وهو الظاء. قرأ حمزة والكسائي بألف مخفّفا، وأصله «تتظاهرون»، ثم حذف إحدى التاءين ك «تساءلون» و ك «تظاهرون» في البقرة. وكذلك قرأ ابن عامر غير أنّه شدّد الظاء، لأنه أدغم التاء الثانية في الظاء، ولم يحذفها ك «تساءلون وتظاهرون» في البقرة في قراءته، وقراءة عاصم بضمّ التاء وكسر الهاء وبألف بعد الظاء مخفّفا على وزن «تفاعلون»، والتاء للخطاب مثل «تقاتلون»، بناه على «فاعل تفاعل»، والتاء للخطاب، وهو كله بمعنى واحد، مشتق من الظهر، وقولهم (٤) «الظّهار» يدلّ على ضم التاء، لأنه مصدر «ظاهر» فأمّا قوله: ﴿تَظاهَرُونَ﴾ و ﴿تَظاهَرا﴾ في البقرة والتحريم (٥)، فهو من المظاهرة، وهي المعاونة وليس من الظهر (٦).

«٤» قوله: ﴿الظُّنُونَا﴾ و ﴿الرَّسُولا﴾، و ﴿السَّبِيلا﴾ قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر بألف في الثلاثة، في الوصل والوقف، وكذلك حفص وابن كثير


(١) تكملة لازمة من: ص، ر.
(٢) حرفاهما هما: (آ ٢، ٤) وسيأتي أولهما في سورته بأولها.
(٣) النشر ٢/ ٣٣٣، وكتاب سيبويه ٢/ ٤٩.
(٤) ب: «وقوله» وتوجيهه من: ص، ر.
(٥) حرفاهما هما: (آ ٨٥، ٤).
(٦) راجع سورة البقرة، الفقرة «٤٦ - ٤٨» والحجة في القراءات السبع ٢٦٢ - ٢٦٣، وزاد المسير ٦/ ٣٥٣، وتفسير ابن كثير ٣/ ٤٦٥، وتفسير النسفي ٣/ ٢٩٣، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٨٦ /ب - ٨٧ /أ.