للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والكسائي، غير أنّهم يحذفون الألف في الوصل. وقرأ الباقون بحذف الألف في الوصل والوقف، وكلهم قرأ: ﴿وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ «الأحزاب ٤» و ﴿أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ﴾ «الفرقان ١٧» بغير ألف في الوصل والوقف.

وحجة من أثبت الألف في الوصل أنه اتّبع الخطّ، فهي في المصحف بألف، وإنّما كتبت بألف لأنها رأس آية، فأشبهت القوافي من حيث كانت كلها مقاطع الكلام، وتمام الأخبار.

«٥» وحجة من حذف الألف في الوصل أنه أتى به على الأصل، إذ لا أصل للألف فيه كله، وفرق ما بين هذا والقوافي أنّ القوافي موضع وقف وسكون، وهذا لا يلزم فيه الوقف والسكون.

«٦» وحجة من أثبت الألف في الوقف أنه اتّبع الخطّ، فوقف على ما في خط المصحف.

«٧» وحجة من حذف الألف في الوقف أنّه أجرى الوقف مجرى الوصل، فحذف في الوقف كما حذف في الوصل، لأن الألفات فيها لا أصل لها، إنما جيء بها على التشبيه بالقوافي والفواصل، والاختيار إثبات الألف في الوصل والوقف اتباعا للمصحف (١).

«٨» قوله: ﴿لا مُقامَ لَكُمْ﴾ قرأه حفص بضمّ الميم، جعله اسم مكان، على معنى: لا موضع قيام لكم، كما قال: ﴿مَقامِ إِبْراهِيمَ﴾ «البقرة ١٢٥»، أي: موضع قيامه. ويجوز أن يكون مصدرا من «أقام» على معنى: لا إقامة لكم. وقرأ الباقون بفتح الميم، على أنه مصدر قام قياما ومقاما، ويجوز أن يكون أيضا اسم مكان، والقراءتان بمعنى (٢).


(١) ر: «لخط المصحف»، انظر المصاحف ١١١، وهجاء مصاحف الأمصار ٩ /أ، وإيضاح الوقف والابتداء ٣٧٤، والتبصرة ٩٩ /ب، والتيسير ١٧٨، والحجة في القراءات السبع ٢٦٣، وزاد المسير ٦/ ٣٥٨، وتفسير النسفي ٣/ ٢٩٦، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٨٦ /ب، وكتاب سيبويه ٢/ ٣٥٧.
(٢) راجع سورة مريم، الفقرة «٢٥ - ٢٦».