للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالكسر لغة مستعملة، وهي في المسجد كثيرة، قال: والفتح في المسجد لغة أهل الحجاز، وهي قليلة الاستعمال عنده، والاختيار الجمع، لأن عليه الأكثر، وعليه العمل (١).

«١٣» قوله: ﴿أُكُلٍ خَمْطٍ﴾ قرأ أبو عمرو بإضافة «أكل» إلى «خمط» وقرأ الباقون بتنوين «أكل» من غير إضافة.

وحجة من أضاف أنه كما تقول: ثمر خمط، وثمر نبق، أي ثمر شجرتين، وثمر شجر خمط، فهو من باب الإضافة بمعنى «من خمط» ك «ثوب خزّ»، أي من خزّ، فكذلك هذا معناه: أكل من خمط، فالأكل الجنى، وهو الثمر، والخمط في قول أبي عبيد: كل شجرة مرّة الثمرة (٢) ذات الشوك، ولمّا لم يحسن أن يكون الخمط بدلا، لأنه ليس الأول ولا هو بعضه، ولم يحسن أن يكون نعتا، لأن الخمط اسم شجر، فهو لا ينعت به، وكان الجنى من الشجر، أضيف على تقدير «من» كثوب خزّ، وباب ساج.

«١٤» وحجة من نوّنه أنه جعل «خمطا» عطف بيان، فبيّن أن الأكل وهو الثمر من هذا الشجر، وهو الخمط، إذا لم يجز أن يكون الخمط بدلا ولا نعتا للأكل، على ما ذكرنا أولا (٣)، فلمّا عدل به عن الإضافة لم يكن فيه غير عطف البيان، لأنه بيان لما قبله، وبيّن الأكل من أي الشجر هو، وقد تقدّم ذكر التخفيف والتثقيل في البقرة (٤).

«١٥» قوله: ﴿فُزِّعَ﴾ قرأه ابن عامر بفتح الفاء والزّاي، وقرأ الباقون بضمّ الفاء وكسر الزاي.


(١) ر: «المعنى»، انظر زاد المسير ٦/ ٤٤٣، وكتاب سيبويه ٢/ ٢٩٥، وأدب الكاتب ٤٤٤، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٩٠ /أ.
(٢) ب: «والثمرة» وتوجيهه من: ص، ر.
(٣) لفظ «أول» سقط من: ص، وفي «ب»: أول، وتوجيهه من: ر.
(٤) راجع سورة البقرة، الفقرة «١٨٢»، وزاد المسير ٦/ ٤٤٥، وتفسير ابن كثير ٣/ ٥٣٣، وتفسير النسفي ٣/ ٣٢٢، وتفسير غريب القرآن ٣٥٦، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٨٨ /ب - ٨٩ /أ، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٩٠ /أ.