للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأكثر عليه (١).

«٦» قوله ﴿كَبائِرَ الْإِثْمِ﴾ قرأه حمزة والكسائي بالتوحيد من غير ألف، على [وزن] (٢) «فعيل» هنا وفي النّجم (٣)، وقرأ الباقون «كبائر» على جمع كبيرة.

وحجة من قرأ بالجمع أنه لمّا رأى الله ضمن غفران السيّئات الصغائر باجتناب الكبائر قرأ بالجمع في الكبائر، إذ ليس باجتناب كبيرة واحدة تغفر الصغائر، وأيضا فإن بعده الفواحش بالجمع، فوجب أن تكون الكبائر بالجمع، ليتفق الشرطان واللفظان.

«٧» وحجة من قرأ بالتوحيد على وزن «فعيل» أن «فعيلا» يقع بمعنى الجمع، قال الله : ﴿وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً﴾ «النساء ٦٩» أي:

رفقاء. فهي ترجع إلى القراءة بالجمع في المعنى، ودلّ على الجمع إضافته إلى الإثم، والإثم بمعنى «الآثام». لأنه مصدر يدلّ على الكثير، فإضافة «كبير» إلى الجمع يدلّ على أنه جمع، فالقراءتان بمعنى، ولفظ الجمع أحبّ إليّ، لأن الجماعة عليه، وإليه ترجع قراءة التوحيد (٤).

«٨» قوله: ﴿أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ﴾ قرأ نافع برفع «يرسل»، وإسكان الياء في «يوحي»، وقرأ الباقون «بنصب» «يرسل» و «يوحي».


(١) انظر إيضاح معنى «الصرف» ووجهه في تفسير الطبري ٧/ ٢٤٧، ومعاني القرآن ١/ ٣٣، ٢٣٥، وإبراز المعاني ٤٥٧، والبحر المحيط ١/ ١٤١، وانظر توجيه الآية في إيضاح الوقف والابتداء ٨٨١، والحجة في القراءات السبع ٢٩٣، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٩٩ /أ، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٢٠٨ /أ، والكشف في نكت المعاني والإعراب ١٢١ /ب.
(٢) تكملة موضحة من: ص، ر.
(٣) حرفها هو: (آ ٣٢) وسيأتي فيها، بأولها.
(٤) ر: «القراءة بالتوحيد»، وزاد المسير ٧/ ٢٩٠، وتفسير النسفي ٤/ ١٠٩، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٩٩ /أ - ب.