للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقعت (١) ما لم يأت بعدها ساكن، وقرأ بضمّ الميم التي للجمع حيث وقعت، وصلتها بواو، كان قبلها هاء أو غيرها، أنه لمّا أتى بالميم على أصلها، وأصلها الضمّ، وصلها (٢) بواو، لأن المضمر الغائب، إذا جاوز الواحد، يحتاج إلى حرفين (٣) بعد الهاء، كما قالوا في التثنية «عليهما» فزادوا ميما وألفا. فالواو في الجمع بإزاء (٤) الألف في التثنية. فأما الهاء (٥) فإنه أبقاها على كسرتها للياء أو للكسرة (٦) قبلها، وهي قراءة ابن كثير، وخيّر قالون (٧) في ذلك. وإنما حذف الواو التي بعد الميم من حذفها من القراء للاستخفاف، ولأن (٨) المعنى لا يشكل بغيره.

«١٥» وحجة من وصل الميم التي للجمع بواو، إذا أتى بعدها همزة خاصة، وهو ورش (٩)، أنه لمّا وجد سبيلا إلى بيان الواو بالمد، لوقوع همزة بعدها، أثبتها ومدّها للهمزة التي بعدها، وإذا لم يأت بعد الميم همزة حذفها، إذ لم يجد سبيلا من علة، توجب مدّ الواو وإظهارها (١٠).

«١٦» وحجة من أسكن الميم التي للجمع، في كل موضع ما لم يأت


(١) هو ابن كثير كما سيأتي، وكذلك أبو جعفر، وقالون، عنه باختلاف، كما في المصادر المذكورة في الملاحظة المتقدمة.
(٢) ب، ص: «وصلتها» فرأيت توجيهها بما تقتضيه العبارة.
(٣) ص: «حرف».
(٤) ص: «فإن».
(٥) ص: «الياء».
(٦) ص: «والكسرة».
(٧) هو عيسى بن مينا، قارئ المدينة ونحويها، اختص بنافع كثيرا، وهو الذي سماه قالون لجودة قراءته، فأخذ القراءة عنه عرضا وقراءة أبي جعفر، وعرض على عيسى بن وردان، ورواها عنه ابناه إبراهيم وأحمد وإبراهيم الكسائي وإبراهيم المدني وغيرهم، (ت ٢٢٠ هـ)، ترجم في ميزان الاعتدال ٣/ ٣٢٧، وطبقات القراء ١/ ٦١٥
(٨) ب: «لأن» ورجحت ما في: ص.
(٩) التبصرة ١٣/ ١، والحجة ١/ ٤٣، والتيسير ١٩، والنشر ١/ ٢٧٢.
(١٠) ص: «وإظهاره».