للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعدها ساكن، وعليه أكثر القراء (١)، أنه آثر التخفيف، فحذف الواو إذ المعنى لا يشكل، فلما حذفت الواو حذفت ضمة الميم، [وأسكنت الميم] (٢) لأنها إنما انضمت من أجل الواو، فلما زالت الواو زالت الضمة، فسكنت الميم، وقد كنا أملينا أقسام التقاء الساكنين والحكم فيها، وذكرنا أن ذلك ينقسم على تسعة أقسام فيما بعد هذا الموضع، فأغنانا ذلك عن إعادته في هذا الموضع (٣) والاختيار ما عليه أكثر القراء من كسر الهاء للياء التي قبلها، وإسكان الميم، إذا لم يأت بعدها ساكن، وضمها إذا أتى بعدها ساكن، فذلك أخف وأفصح وعليه جمهور القراء، وهو الأشهر عن نافع (٤).

«١٧» فإن سأل سائل فقال: ما علة ما ذكرت من كسر الهاء وضمها في وقف (٥) حمزة، وبدله ياء (٦) من الهمزة في «أنبئهم ونبئهم» (٧)؟

فالجواب أن حمزة أصله أن يسهّل كل همزة متوسطة أو متطرفة في وقفه، فإذا وقف على «أنبئهم ونبئهم» (٨) أبدل من الهمزة ياء للكسرة التي قبلها، فصارت الهاء مضمومة قبلها ياء (٩). فمن القراء من يترك الهاء على ضمّتها (١٠)، لأن الياء عارضة، إنما حذفت في الوقف، والوقف أيضا عارض، ولأن الهمزة


(١) هم سوى ابن كثير وأبي جعفر ووافقهما ورش إذا ولي الميم همزة فقط، انظر المصادر المذكورة في ملاحظة الفقرة المتقدمة.
(٢) تكملة مناسبة من: ص.
(٣) انظر سورة البقرة، الفقرة «٩٤ - ١٠٦».
(٤) قال أبو علي الفارسي: «كان نافع لا يعيب ضم الميم، فهذا يدلّ على أن قراءته كانت بالإسكان» انظر الحجة ١/ ٤٣
(٥) ص: «قراءة».
(٦) قوله: «وبدله ياء»، سقط من: ص.
(٧) التبصرة ١٣/ ١، والتيسير ١٩، والنشر ١/ ٤٢٤
(٨) الحرف الأول في سورة البقرة (آ ٣٣)، والثاني في موضعين في الحجر (آ ٥١) وفي القمر (آ ٢٨).
(٩) التبصرة ١٣/ ١، والتيسير ٣٩، والنشر ١/ ٤٢٤، وإيضاح الوقف والابتداء ٣٩٧
(١٠) وهو مذهب حمزة، وعليه ابن مهران ومكي والمهدوي وابن سفيان والجمهور وجوّده ابن الجزري انظر النشر ١/ ٤٢٤