للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ﴾ (١)، وقرأ الباقون بالياء، ردّوه على لفظ الغيبة التي قبله، وهو قوله تعالى: ﴿لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ و ﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ «٥»، وهو الاختيار لأنه أقرب إليه (٢)، وقد تقدّم ذكر «حم» وذكر «من رجز أليم» وشبهه (٣).

«٤» قوله: ﴿لِيَجْزِيَ قَوْماً﴾ قرأه ابن عامر وحمزة والكسائي بالنون، على معنى الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه بالجزاء، فهو المجازي كلاّ بعمله.

وقرأ الباقون بالياء، ردّوه على ذكر اسم الله المتقدّم في قوله: ﴿لا يَرْجُونَ أَيّامَ اللهِ﴾ ثم قال: ﴿لِيَجْزِيَ قَوْماً﴾، أي: ليجزي الله قوما، وهو الاختيار، لقرب الاسم منه، ولأنه أيضا إخبار عن الله جلّ ذكره بالجزاء كالأول (٤).

«٥» قوله: ﴿سَواءً مَحْياهُمْ﴾ قرأ حفص وحمزة والكسائي بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع.

وحجة من نصب أنه جعله مصدرا في موضع اسم الفاعل، فهو في موضع «مستو»، ونصبه من ثلاثة أوجه: أحدهما أن تجعل «مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ» بدلا من الضمير في «نجعلهم» فينصب «سواء» على أنه مفعول ثان ب «نجعل» على تقدير: أن نجعل ﴿مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ﴾ سواء، إلاّ أنه يلزم نصب «مماتهم»، ولم يقرأ به أحد. والوجه الثاني أن تنصب «سواء» على أنه مفعول ثان ل «جعل»، وتجعل محياهم ومماتهم ظرفين، والتقدير: أن نجعلهم سواء


(١) قوله: «ويجوز أن ترده … يبث» سقط من: ر.
(٢) الحجة في القراءات السبع ٢٩٩، وتفسير النسفي ٤/ ١٣٤.
(٣) راجع الحرفين أولهما في «إمالة فواتح السور»، الفقرة «٥ - ٧»، وسورة سبأ، الفقرة «٣».
(٤) زاد المسير ٧/ ٣٥٩، وتفسير النسفي ٤/ ١٣٥، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٠٢ /ب.