للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وسيكون اللام بعدها، وقد تقدّمت العلة في هذا الباب بأشبع من هذا (١).

«٤» قوله: ﴿إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا﴾ قرأه حمزة والكسائي بضمّ الضاد، وقرأ الباقون بالفتح.

وحجة من قرأ بالضمّ أنه جعله من سوء الحال، كما قال: ﴿فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ﴾ «الأنبياء ٨٤»، أي: من سوء حال، فالمعنى: إن أراد بكم سوء حال أو حسن حال.

«٥» وحجة من قرأ بالفتح أنه حمله على الضر الذي هو خلاف النفع، ودلّ على أنه المراد ما أتى بعده من نقيضه وهو قوله: ﴿نَفْعاً﴾، فالنفع نقيض الضرّ بالفتح، وقيل هما لغتان كالضّعف والضّعف والفقر والفقر (٢).

«٦» قوله: ﴿كَلامَ اللهِ﴾ قرأ حمزة والكسائي ﴿فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا﴾ «التوبة ٨٣»، ثم أخبر عنهم في هذه السورة أنهم أرادوا الخروج معه ل «يبدّلوا الكلام» الذي قد أخبر الله به نبيّه أنه لا يكون، فقالوا: ﴿ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ﴾، يريدون أن يبدّلوا ما قد أخبر الله به نبيّه (٣) أنهم لا يخرجون معه ولا يقاتلون معه عدوا. فالكلام أولى به لهذا المعنى، وهو الاختيار (٤)، وقد تقدّم ذكر «يدخله، ويعذبه» في النساء (٥).


(١) راجع «باب علل هاء الكناية»، وسورة الإسراء، الفقرة «٣٤».
(٢) زاد المسير ٧/ ٤٢٩، وتفسير النسفي ٤/ ١٥٩، وأدب الكاتب ٤٢٤.
(٣) ب، ص، ر: «لنبيه» ورأيت طرح اللام ترجيحا لتقويم العبارة كما في: ل.
(٤) زاد المسير ٧/ ٤٣٠.
(٥) راجع السورة المذكورة، الفقرة «١٧ - ١٩».