للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٧» قوله: ﴿بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً﴾ قرأه أبو عمرو بالياء، ردّه على لفظ الغيّب، وهم الكافرون لتقدّم ذكرهم (١)، وصدّهم المؤمنين عن المسجد الحرام. وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب للمؤمنين لتقدّم ذكرهم (٢) في قوله: ﴿وَصَدُّوكُمْ﴾، وقوله: ﴿عَنْكُمْ﴾، وقوله: ﴿وَأَيْدِيَكُمْ﴾، و ﴿أَنْ أَظْفَرَكُمْ﴾ فهو خطاب للمؤمنين. ويجوز أن تكون للجميع من المؤمنين والكفار، لتقدّم ذكرهم وغلبة الخطاب على الغيبة، على أصول كلام العرب (٣).

«٨» قوله: ﴿أَخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ قرأه ابن كثير وابن ذكوان بفتح الطاء، وقرأ الباقون بالإسكان، وهما لغتان كالسمع والسمع والنهر والنهر، و «شطأه» فراخه. حكى أبو زيد: أشطأت الشجرة إذا أخرجت أغصانها، وأشطأ (٤) الزرع فهو مشطئ إذا أفرخ.

«٩» قوله: ﴿فَآزَرَهُ﴾ قرأه ابن ذكوان بغير مدّ على وزن «ففعله» وقرأ الباقون بالمدّ على وزن «فاعله»، أو على وزن «ففاعله»، ومدّ ورش أشبع من غيره على ما تقدّم من أصله، والمدّ والقصر لغتان فيه، يقال:

أزر وآزر، بمعنى. قال أبو عبيدة: فآزره سوّاه، أي: آزر الشّطأ الزرع، أي: ساواه، أي: كثرت فراخه حتى استوت معه في الطول والقوة. ففي «آزر» ضمير الشط ء، والهاء ل «الزرع»، وقيل: معنى «فآزره» قوّاه وأعانه، أي: أعان الزرع الشطأ وقوّاه، في «آزر» على هذا (٥) ضمير «الزرع»، والهاء ل «الشط ء». ويذهب الأخفش أن وزن «آزره» «أفعله». وغيره يقول: وزنه «فاعله»، و «أفعل» فيه أبين، ليكون


(١) ب: «ذكره» وتوجيهه من: ص، ر.
(٢) في كل النسخ هكذا: «على الخطاب لتقدّم ذكره» فوجهته بما يقيم العبارة.
(٣) زاد المسير ٧/ ٤٣٩، وتفسير ابن كثير ٤/ ١٩٢، وتفسير النسفي ٤/ ١٦١.
(٤) ب: «وشطأ» وتصويبه من: ص، ر.
(٥) قوله: «ففي آزر ضمير .. على هذا» سقط من: ص.