للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهما لغتان بمعنى اللهب (١).

«١٢» قوله: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ قرأه أبو عمر الدّوري عن الكسائي بضمّ الميم في الكلمة الأولى، وكسر الباقون، وقرأ أبو الحارث بالضمّ في الثاني. وروي عن الكسائي أنه خيّر في الضم والكسر بعد أن لا يجمع بينهما (٢)، وقرأ الباقون بالكسر فيهما، وهما لغتان، يقال: طمث يطمث ويطمث. ومعنى «لم يطمثهن» لم يدمهن، وقال أبو عبيدة: معناه لم يمسسهن (٣).

«١٣» قوله: ﴿اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ﴾ قرأ ابن عامر «ذو الجلال» بالواو، جعله صفة لاسم، وهذا ممّا يدل على أن الاسم هو المسمى، وهو مذهب أهل السنة، ودليله قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ «العلق ١»، فكذلك هذا معناه: تبارك اسم ربّك ذو الجلال والإكرام، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام بالواو، وكلهم قرأ: ﴿وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ﴾ «٢٧» بالواو، وفي حرف ابن مسعود «ذي» بالياء فيهما جميعا. وقرأ الباقون «ذي» بالياء، جعلوه صفة ل «الرب»، فكذلك هي بالياء في أكثر المصاحف سوى مصحف أهل الشام، وهو الاختيار لأن الجماعة عليه، ولأنه وجه الكلام، إذ «الرب» تعالى هو الموصوف بذلك. ومن جعله صفة ل «اسم» أراد به «الرب» تعالى، فالقراءتان ترجعان إلى معنى، لكن الياء الاختيار لما ذكرنا (٤).

ليس فيها ياء إضافة ولا محذوفة (٥).


(١) النشر ٢/ ٣٦٥، وزاد المسير ٨/ ١١٦، وإيضاح الوقف والابتداء ٩٥، وتفسير غريب القرآن ٤٣٨، وتفسير ابن كثير ٤/ ٢٧٤، وتفسير النسفي ٤/ ٢١١، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٠٨ /أ - ب، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٢٢٩ /ب.
(٢) عبارة «ر» بعد ذكر الحرف هكذا: «قرأه الكسائي بضم الميم في الكلمة الأولى وروي أنه خير في ضم أحدهما أيهما كانت».
(٣) التيسير ٢٠٧، والحجة في القراءات السبع ٣١٣، وزاد المسير ٨/ ١٢٢، وتفسير ابن كثير ٤/ ٢٧٨، وتفسير النسفي ٤/ ٢١٣، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٠٨ /ب.
(٤) النشر ٢/ ٣٦٦، والمصاحف ٤٧، وهجاء مصاحف الأمصار ١٨ /أ، والمقنع ١١٥.
(٥) قوله: «ليس فيها … محذوفة» سقط من: ص.