للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وضمّها الباقون، والضمّ هو الأصل، لأنه جمع عروب، والإسكان على التخفيف ك «رسل ورسل» والعروب الحسنة، وقيل: هي المتحبّبة إلى زوجها، وقيل: هي الغنجة (١).

«٤» قوله: ﴿شُرْبَ الْهِيمِ﴾ قرأه نافع وحمزة وعاصم بضمّ الشين، جعلوه اسما للمشروب، وقيل: هو مصدر ك «الشغل»، وقرأ الباقون بفتح الشين، جعلوه مصدر «شرب شربا» ك «الضرب»، و «الشرب» بالكسر اسم المشروب بلا اختلاف، كما قال الله جلّ ذكره: ﴿لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ﴾ «الشعراء ١٥٥»، فهذا اسم المشروب. وروي عن ابن عمر أن النبي كان يقرأ (شرب) بالفتح (٢).

«٥» قوله: ﴿نَحْنُ قَدَّرْنا﴾ قرأه ابن كثير بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد، وهما لغتان بمعنى التقدير وهو القضاء (٣).

«٦» قوله: ﴿إِنّا لَمُغْرَمُونَ﴾ قرأه أبو بكر بهمزتين محقّقتين على الاستفهام، الذي معناه الإنكار والجحود للعذاب والهلاك، الذي ينزل بهم لكفرهم، وقرأ الباقون بهمزة واحدة على لفظ الخبر، والقول مضمر في القراءتين، والمعنى:

فظلتم تفكّهون تقولون: إنا لمغرمون، فالتفسير تندمون على ما سلف من ذنوبكم، تقولون إنا لمعذبون. وقيل: مهلكون، وهو من قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً﴾ «الفرقان ٦٥»، أي: مهلكة، وقيل: دائما لازما لا يفارق (٤) من حلّ به، كما يلازم الغريم غريمه. وقيل: معنى «تفكهون»


(١) الحجة في القراءات السبع ٣١٣، وتفسير غريب القرآن ٤٤٩، وزاد المسير ٨/ ١٤٢، وتفسير ابن كثير ٤/ ٢٩٢.
(٢) الحجة في القراءات السبع ٣١٤، وزاد المسير ٨/ ١٤٥، وتفسير النسفي ٤/ ٢١٨، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٠٩ /أ، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٢٣٢ /ب.
(٣) زاد المسير ٨/ ١٤٦.
(٤) ب: «لا مالا يفارق» وتوجيهه من: ص، ر.
الكشف: ٢٠، ج ٢.