للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٥» قوله: ﴿قَوارِيرَا﴾ ﴿. قَوارِيرَ﴾ قرأه نافع وأبو بكر والكسائي بالتنوين فيهما، وقرأ ابن كثير بالتنوين في الأول وبغير تنوين في الثاني، وقرأ الباقون بغير تنوين فيهما، وكلهم وقف على الأول بألف، إلاّ حمزة فإنه وقف عليه بغير ألف، إذ لا تنوين فيه في الوصل. ووقف نافع وأبو بكر وهشام والكسائي على الثاني بألف، ووقف الباقون بغير ألف، والحجة في تنوين ذلك، وترك تنوينه، والوقف بالألف، وبغير ألف كالحجة في «سلاسل» فقسه عليه فهو مثله في العلل كلّها، غير أن الذين خصّوا الأول من «قواريرا» بالتنوين في الأول، وبالألف في الوقف، إنما فعلوا ذلك لأنه رأس آية، ففرّقوا بينه وبين الثاني بذلك، لأن رؤوس الآي يحسن الوقف عليها، مع ما يتأتى في ذلك من العلل المذكورة في «سلاسل»، مع شبه رؤوس الآي بالقوافي لأنهما (١) تمام الكلام (٢).

«٦» قوله: ﴿عالِيَهُمْ﴾ قرأه نافع وحمزة بإسكان الياء، وقرأ الباقون بالفتح.

وحجة من أسكن أنه جعله مبتدأ، و ﴿ثِيابُ سُندُسٍ﴾ خبره، و (عاليهم) بمعنى الجمع، كما كان الخبر جمعا. ويجوز على مذهب الأخفش أن يكون (عاليهم) مبتدأ، و (ثياب سندس) رفع بفعله، وهو العلو، وسدّ مسدّ الخبر، فيكون على هذا (عاليهم) مفردا، لأنه بمنزلة الفعل المتقدّم على الفاعل، و (عاليهم) نكرة، لأنه يراد به الانفصال، لأنه أمر يكون، فمن ههنا يدخله الضعف، لأنه ابتدأ بنكرة، لكن حسن ذلك لأنه قد اختص إذ (٣) صار في ظاهر اللفظ كلفظ المعرفة.

«٧» وحجة من نصب أنه جعله ظرفا، كأنه قال: فوقهم ثياب سندس.


(١) ب: «لأنها» وتوجيهه من: ص، ر.
(٢) تفسير الطبري ٢/ ١٣٣، وإيضاح الوقف والابتداء ٣٦٧، والحجة في القراءات السبع ٣٣١، وزاد المسير ٨/ ٤٣٦، وتفسير القرطبي ١٩/ ١٢١، وكتاب سيبويه ٢/ ٣٢٣.
(٣) ب، ص: «إذا» وتصويبه من: ر.