ويجوز نصبه على الحال من الضمير المنصوب في (ولقّاهم)، أو حالا من الضمير المنصوب في (وجزاهم)، كما جاز ذلك في (متّكئين)، ويكون (ثياب سندس) مبتدأ، والظرف الخبر، ويجوز رفع (ثياب) ب «عال» إذا جعلته حالا، أو بالاستقرار إذا جعلت «عاليا» ظرفا، فإذا رفعت (ثياب) بالابتداء كان في (عاليهم) ضمير مرفوع، وإن رفعته بالاستقرار لم يكن في (عاليهم) ضمير، لأنه كالفعل المتقدّم، وكذلك إن رفعت (ثياب سندس) بالحال لم يكن في الحال ضمير، فافهمه، وقد بيّنا هذه الأصول في كتاب «تفسير مشكل الإعراب»(١).
«٨» قوله: ﴿خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ قرأه ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي بالخفض في «خضر»، ورفعه الباقون، وقرأ الحرميان وعاصم بالرفع في «إستبرق»، وخفضه الباقون.
وحجة من رفع «خضر» أنه جعله نعتا ل (الثياب)، وحسن ذلك لأن «الخضر» جمع، و «الثياب» جمع، فوصف جمعا بجمع، مع أن وصف «الثياب» ب «الخضرة» مجمع عليه في قوله: ﴿وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً﴾ «الكهف ٣١».
«٩» وحجة من خفض «خضرا» أنه جعله وصفا ل «سندس»، وبعّده بعض النحويين، لأن «الخضر» جمع و «السندس» واحد. وقد قيل: إن «السندس» جمع «سندسة» فتحسن صفته ب «خضر» على هذا، وقيل: إنه إنما جاز لأن «السندس» اسم جنس، فهو من معنى الجمع، وقد أجاز الأخفش وصف الواحد، الذي يدل على الجنس بالجمع، فأجاز: أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم البيض، وهو عنده وعند غيره قبيح من جهة اللفظ، وحسن من جهة المعنى.
(١) انظر الكتاب المذكور الورقة ٢٤٩ /ب، والكشف في نكت المعاني والإعراب ١٤٠ /ب، وزاد المسير ٨/ ٤٣٩، وتفسير النسفي ٤/ ٣١٩.