للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>


= وقد روي الحديث أيضا بإسناد آخر، أخرجه أحمد في المسند (٤/ ٣٩٢)، وعبد بن حميد في المسند (١/ ٤٨٥) (رقم: ٥٤٧)، والحاكم في المستدرك (١/ ٥٠) من طريق عبد الرزاق، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن رجل، عن أبي موسى الأشعري.
وقال الحاكم بعد أن أخرج رواية نافع مولى ابن عمر المتقدّمة: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لوهم وقع لعبد الله بن سعيد بن أبي هند لسوء حفظه".
قلت: والوهم الذي وقع فيه هو زيادة الرجل المبهم بين أبيه وأبي موسى، والرواة يروونه عن أبيه عن أبي موسى خلا رواية عن أسامة بن زيد مرجوحة.
قال البيهقي: "واختلف فيه على عبد الله بن سعيد بن أبي هند فقيل: عنه عن أبيه عن رجل عن أبي موسى عن النبي في الكعاب، وقيل: عنه عن أبي موسى نحو رواية الجماعة، وهو أولى". السنن الكبرى (١٠/ ٢١٥).
وجملة القول أن الصحيح في إسناده ما رواه موسى بن ميسرة ومن تابعه عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى به، وهذا منقطع.
قال أبو حاتم: "لم يلق سعيد بن أبي هند أبا موسى الأشعري". المراسيل (ص: ٩٧).
وللحديث شاهد من حديت بُريدة بن الحصيب، أخرجه مسلم في صحيحه كتاب: الشعر، باب: تحريم اللعب بالنردشير (١٤، ١٧٧) (رقم:، ٢٢٦) مرفوعا بلفظ: "من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه".
(١) لعله في كتابه: غرائب مالك.
وأخرجه من طريق إسحاق بن سليمان الرازي: ابنُ أبي الدنيا في ذمِّ الملاهي (ص: ٧١) (رقم: ٨٤).
وإسحاق بن سليمان الرازي ثقة فاضل كما في التقريب (رقم: ٣٥٧).
واللفظان متقاربان، فالنرد معرّب، وضعه أردشير بن باك، ولهذا يقال: النردشير.
وقال ابن الأثير: "النرد اسم أعجمي معرّب، وشير بمعنى: حلو".
انظر: القاموس المحيط (١/ ٣٥٣)، النهاية (٥/ ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>