وقال الحاكم بعد أن أخرج رواية نافع مولى ابن عمر المتقدّمة: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لوهم وقع لعبد الله بن سعيد بن أبي هند لسوء حفظه". قلت: والوهم الذي وقع فيه هو زيادة الرجل المبهم بين أبيه وأبي موسى، والرواة يروونه عن أبيه عن أبي موسى خلا رواية عن أسامة بن زيد مرجوحة. قال البيهقي: "واختلف فيه على عبد الله بن سعيد بن أبي هند فقيل: عنه عن أبيه عن رجل عن أبي موسى عن النبي ﷺ في الكعاب، وقيل: عنه عن أبي موسى نحو رواية الجماعة، وهو أولى". السنن الكبرى (١٠/ ٢١٥). وجملة القول أن الصحيح في إسناده ما رواه موسى بن ميسرة ومن تابعه عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى به، وهذا منقطع. قال أبو حاتم: "لم يلق سعيد بن أبي هند أبا موسى الأشعري". المراسيل (ص: ٩٧). وللحديث شاهد من حديت بُريدة بن الحصيب، أخرجه مسلم في صحيحه كتاب: الشعر، باب: تحريم اللعب بالنردشير (١٤، ١٧٧) (رقم:، ٢٢٦) مرفوعا بلفظ: "من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه". (١) لعله في كتابه: غرائب مالك. وأخرجه من طريق إسحاق بن سليمان الرازي: ابنُ أبي الدنيا في ذمِّ الملاهي (ص: ٧١) (رقم: ٨٤). وإسحاق بن سليمان الرازي ثقة فاضل كما في التقريب (رقم: ٣٥٧). واللفظان متقاربان، فالنرد معرّب، وضعه أردشير بن باك، ولهذا يقال: النردشير. وقال ابن الأثير: "النرد اسم أعجمي معرّب، وشير بمعنى: حلو". انظر: القاموس المحيط (١/ ٣٥٣)، النهاية (٥/ ٣٩).