للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= أن الروايات التي رويت عن عروة غلط). التمهيد (٨/ ٢١٧ - ٢٢٠)، وزاد المعاد (٢/ ١٧١)، وطرح التثريب (٥/ ٢٩).
وذهب مالك والأوزاعي والشافعي وكثير من أهل العلم إلى أنَّها كانت معتمرة ابتداء، فلما حاضت وتعذّر عليها الطواف بالبيت وبالصفا والروة أهلت بالحج فصارت قارنة. التمهيد (٨/ ٢١٦)، والمغني (٥/ ٣٦٧ - ٣٦٨)، وزاد المعاد (٢/ ١٧٠).
وقد جمع شراح الحديث كالحافظ العراقي وابن حجر وأبي عبد الله الأبي وغيرهم بين هذه الروايات فقالوا: يُحتمل أنها أحرمت أولا بحج كما ورد في حديث الأسود وغيره، ثم فسخته في عمرة حين أمرهم بالفسخ، فصارت متمتِّعة، وعلى هذا يتنزل حديث عروة، فلما حاضت وتعذّر عليها إتمام العمرة أمرها بالإحرام بالحج فصارت مردفة للحج على العمرة وقارنة.
انظر: طرح التثريب شرح التقريب (٥/ ٣٠)، وإكمال إكمال العلم للأبي (٥/ ٣٢٤)، وفتح الباري (٣/ ٤٩٥ - ٤٩٦).
وقال السنوسي: "هو أحسن ما يجمع به"، لكن يأبى عنه ألفاظ روايات عروة وغيره، فإنها صريحة في أنها لم تهلل أولًا بغير العمرة، فلفظ البخاري في رواية عُقيل عن الزهريّ عن عروة عنها: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ولم أهلّل إلا لعمرة ... "، وفي رواية أبي أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: "وكنت ممن أهلّ بعمرة"، أخرجه أيضًا البخاري.
وفي حديث جابر عند مسلم: "وأهلّت عائشة بعمرة"، وفي صحيح مسلم من حديث طاوس عنها: "أهللتُ بعمرة"، وهكذا رواه مجاهد عنها.
فالصواب الذي لا معدل عنه أنها كانت معتمرة ابتداء، كما قال الجمهور، فلما حاضت وتعذّر عليها الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة أمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تهلّ بالحج، ففعلت ووقفت المواقف كلّها، حتى إذا طهرت طافت بالكعبة وبالصفا والمروة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد حللتِ من حجك وعمرتك"، وبذلك أصبحت قارنة.
وقد ورد في صحيح مسلم من حديث طاوس عنها: أهللت بعمرة وقدمت ولم أطف حتى حضت، فنسكت المناسك كلّها، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النفر: "يسعكِ طوافك لحجك وعمرتك".
قال ابن القيِّم: فهذه نصوص صريحة أنها كانت في حج وعمرة لا في حج مفرد، وحكى ذلك عن الجمهور.
وقال النووي: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يسعك طوافك لحجك وعمرتك" تصريح بأن عمرتها باقية صحيحة =

<<  <  ج: ص:  >  >>