للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنكر هذا قوم (١) لقول الله سبحانه: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧)(٢).

وطريق الجمع بين معنى الآية والحديث أن يُقال: ما لم يجمعه الله تعالى، ولا قرأه الكافة فهو من جملة ما نسخه، وإن نقل نقل آحاد، ولا يبعد أن يكون الله تعالى قد جعل أكل الداجن سببا للنسخ كالنسيان، والمنسوخ أنواع مذكورة في غير هذا الموضع (٣).

[مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة]

٥٥٩ / حديث: "ركب رسولُ الله ذات غداة مركبا، فخسفت الشمس فرجع ضحىً، فمرّ بين ظهراني (٤) الحُجَر، ثم قام يصلِّي، وقام الناس وراءَه … ". فوصفت الصلاة أربع ركعات، وأربع سجدات.

فيه: "ثم انصرف فقال ما شاء الله أن يقول، ثم أمرهم أن يتعوّذوا من عذاب القبر".


(١) منهم الإمام ابن حزم، حيث إنّه كذّبه وأغلظ القول في إنكاره. انظر: الإحكام في أصول الأحكام (٤/ ٧٧ - ٧٨).
(٢) سورة القيامة، الآية (١٧).
(٣) جمهور العلماء أن أنواع النسخ في القرآن ثلاثة:
١ - نسخ الحكم دون التلاوة، قال ابن الجوزي: وله وضعنا هذا الكتاب. يعنى "نواسخ القرآن" له.
٢ - نسخ التلاوة دون الحكم، ويمثّلون له بآية الرجم.
٣ - نسخ التلاوة والحكم معا، ومن أمثلته قول عائشة: "كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات".
انظر: الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس (١/ ٤٢٨ - ٤٣٥)، والحجة في القراءات السبعة (٢/ ١٨٠ - ١٨١) والناسخ والمنسوخ لابن العربي (٢/ ٥)، والتمهيد (٤/ ٢٧٣ - ٢٧٧)، ونواسخ القرآن لابن الجوزي (ص: ١١٠ - ١٢٢)، الفقيه والمتفقه (١/ ٢٤٥).
(٤) في الأصل: "ظهري"، وفي الموطأ: "ظهراني"، ولعل هذا هو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>