للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقومه، وكانوا آلافا، قيل: قبل الفتح، وقيل: بعده (١).

ودخل عُيينة مع ابن أخيه الحُرُّ بن قيس (٢) على عمر، فقال له: يا ابن الخطاب! والله ما تقسم بالعدل، ولا تُعطي الجَزْل، فغضب عمر، وهمَّ أن يوقع به، فقال له ابن أخيه -وكان من جلساء عمر-: يا أمير المؤمنين! إن الله تعالى يقول في كتابه: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (٣)، وهذا من الجاهلين، فخلّى عنه (٤).

وقيل: إنَّ الرّجل الداخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتقي لشرّه هو مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف القرشي، الزهري، والد المسور بن مخرمة، وكان شهما أبيّا، أسلم يوم الفتح، أحد المؤلفة قلوبهم (٥).


(١) ذكر القولين ابن عبد البر، وابن الأثير، وحكى الحافظ عن ابن السكن أنه أسلم قبل الفتح، وشهدها وشهد حُنينًا والطائف، وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبني تميم فسبى بعض بني العنبر، ثم كان ممّن ارتدّ في عهد أبي بكر الصديق، ومال إلى طليحة فبايعه ثم عاد إلى الإسلام، وكان فيه جفاء سكان البوادي.
قلت: ومواقفه في الإسلام، وكذا مع عمر بن الخطاب لم تكن محمودة كما سيأتي.
انظر: الاستيعاب (٩/ ٩٧ - ٩٨)، وأسد الغابة (٤/ ٣١٨)، والإصابة (٧/ ١٩٥).
(٢) هو الحُرّ- بضم الحاء المهملة، وتشديد الراء- بن قيس الفَزَاري ابن أخي عيينة بن حصن، كان أحد وفد بني فَزَارة الذين قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - مرجعه من تبوك.
انظر: توضيح المشتبه (٢/ ٣١٤)، وزاد المعاد (٣/ ٦٥٣)، والإصابة (٢/ ٣٣٣).
(٣) سورة الأعراف، الآية: (١٩٩).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: التفسير، باب: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (٣/ ٢٣١) (رقم: ٤٦٤٢) من حديث ابن عباس، وليس فيه: فخلى سبيله، وقد ذكر الأبي في إكمال إكمال المعلم (٧/ ٣٨).
(٥) هو صحابي مشهور، أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه، وكان كبير بني زهرة، أعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - من غنائم حنين خمسين بعيرًا. انظر: الطبقات الكبرى (٢/ ١١٦)، والاستيعاب (١٠/ ٥٣ - ٥٤)، وأسد الغابة (٥/ ١١٩ - ١٢٠)، والسير (٢/ ٥٤٢ - ٥٤٣)، والإصابة (٩/ ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>