واحتجوا بما رواه مسلم في صحيحه كتاب: الجنائز، باب: غسل الميت (٢/ ٦٤٨) (رقم: ٤٠)، وأحمد في المسند (٥/ ٨٥) من طريق عاصم الأحول، عن حفصة، عن أم عطية أنها قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله ﷺ … ". فسمّتها زينب، وإلى هذا ذهب المنذري، وقال: "هو أكثر المروي، وهو الصحيح". قال ابن حجر: "يمكن ترجيح كونها أم كلثوم لمجيئه من طرق متعددة، ويمكن الجمع بأن تكون حضرتهما جميعا: لأن أم عطية كانت غاسلة الميتات". قلت: لو سلكنا مسلك الترجيح فكون المتوفاة زينبًا أولى، وذلك لما يلي: - إِنَّهُ أقوى من جهة الإسناد: لأنه من رواية مسلم، وهي أقوى مما كان على شرط الشيخين. - إن إسناد أبي داود ضعيف، كما تقدَّم. - إسناد ابن ماجة وإن كان على شرط الشيخين لكن ورد في الصحيح عند البخاري (رقم: ١٢٦١) عن أيوب أنه قال: ولا أدري أي بناته. قال الحافظ في الفتح (٣/ ١٦٠): "فيه دليل على أنه لم يسمع تسميتها من حفصة". ولذلك قال الحافظ في الإصابة (١٣/ ٢٧٦): "والمحفوظ أن قصة أم عطية إنما هي في زينب كما ثبت في صحيح مسلم، ويحتمل أن تشهدهما جميعًا". انظر: التمهيد (١/ ٣٧٢)، والاستيعاب (١٣/ ٢٧١)، والأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة للخطيب البغدادي (ص: ٩١)، والغوامض والمبهمات لابن بشكوال (١/ ٨٣ - ٨٤)، ومختصر سنن أبي داود للمنذري (٤/ ٣٠٠)، والإشارات للنووي (ص: ٢٢)، والمستفاد من مبهمات المتن والإسناد للعراقي (١/ ٤٢٣)، وفتح الباري (٣/ ١٥٣). (١) انظر: الاستيعاب (١٣/ ٢٧١ - ٢٧٢)، وأسد الغابة (٧/ ٣٧٤)، والإصابة (١٣/ ٢٧٥ - ٢٧٥).