لكن قال الطبراني: "لم يروه عن عمرو بن الحارث إلَّا ابن وهب تفرّد به حرملة". قال الحافظ في تلخيص الحبير (١/ ٢٣٨): "أخشى أن يكون الوهم فيه من حرملة"، وقال في إتحاف المهرة (٧/ ٤٠٩): "المحفوظ حديثه عن طلحة، وأما حديثه عن عمرو بن الحارث فغريب جدًّا". قلت: الحديث من هذا الوجه وإن كان غريبًا فإنَّ له شواهد من حديث أبي الدرداء كما تقدّم، ومن حديث عائشة كما سيأتي، ومن حديث ابن عمر عند العقيلي في الضعفاء (٤/ ٤٠٥)، وصححه السيوطي في تنوير الحوالك (١/ ١٣٣)، والشيخ الألباني في صحيح الجامع (رقم: ٢٢٨٦)، وقال في أحكام الجنائز (ص: ١١٧): "سنده صحيح على شرط مسلم". وأخرجه أيضًا الطبراني في المعجم الكبير (٧/ ١١) (رقم: ١٠٨٥١) من طريق عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس به. قال الهيثمي في المجمع (٢/ ١٠٥): "رجاله رجال الصحيح". (١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب: الصيام، باب: فضل السحور وتأكيد استحبابه واستحباب تأخيره (٢/ ٧٧١ - ٧٧٢) (رقم: ٤٩، ٥٠)، ولكن ليس فيه تأخير السحور. (٢) في الأصل: "اليمين" والصواب ما أثبته. (٣) السنن (١/ ٢٨٤). ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢٩)، وصححه، لكن الراوي عن عائشة هو محمد بن أبان الأنصاري، وقد حكى الذهبي في الميزان (٥/ ٣٧٤)، والحافظ في تلخيص الحبير (١/ ٢٣٨) عن البخاري أن محمد بن أبان هذا لا يُعرف سماعه من عائشة.