للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعيم بن هزّال، عن أبيه قال: "كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي فأصاب جارية من الحيّ فقال له أبي: إئت رسول الله فأخبره بما صنعت لعلّه يستغفر لك … "، وساق الحديث، وقال فيه: "فلما رجم وجد مسّ الحجارة جزع … " وفيه: أن النبي قال: "ألا تركتموه لعلّه أن يتوب فيتوب الله عليه" (١).

وخرّج محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي، عن أبيه قال: كنت فيمن رجم ماعزًا فلما وجد مسّ الحجارة جزع جزعًا شديدًا فذكرنا ذلك للنبي قال: "فهلا تركتموه".

قال ابن إسحاق: فذكرت ذلك لعاصم بن عمر بن قتادة فقال: حدثني حسن بن محمد بن علي، قال: حدثني ذلك من قول رسول الله : "هلا تركتموه"، لماعز من ستٍّ (٢) من رجال أسلم، وما اتّهم القوم، ولم أعرف الحديث، فجئت جابر بن عبد الله، فسألته، فقال: أنا أعلم بهذا الحديث، كنت فيمن رجم الرجل، فوجد مسَّ الحجارة، فصرخ بنا: يا قوم ردّوني إلى رسول الله فإن قومي قتلوني وغرّوني من نفسي، وأخبروني أن


(١) أخرجه أبو داود في السنن كتاب: الحدود، باب: رجم ماعز بن مالك (٤/ ٥٧٣) (رقم: ٤٤١٩)، وابن أبي شيبة في المصنف (١٠/ ٧١)، وأحمد في المسند (٥/ ٢١٦، ٢١٨) كلهم من طريق وكيع عن هشام به.
وسنده حسن، هشام بن سعد وإن كان قد تُكلِّم في حفظه لكنه لم ينفرد به، بل تابعه زيد بن أسلم عند أبي داود في الحدود، باب: الستر على أهل الحدود (٤/ ٥٤١) (رقم: ٤٣٧٧) - مختصرًا - وأحمد في المسند (٥/ ٢١٧)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١/ ٣٨١) (رقم: ٤٣٥)، وصححه من هذا الوجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٦٣)، ووافقه الذهبي.
(٢) عند أبي داود: "من شئتم من رجال أسلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>