الجنائز"، فإنَّما أخبر عما كان شهده في حال الكبر في عصر الخلفاء الراشدين بحضرهم ومحضر كبار الصحابة المقتدى بهم، لأنهم أئمّة هدى، وهم الحجة على من دونهم.
ولو أُلحق أبو أمامة بالصحابة لرؤيته النَّبِيّ ﷺ أو لشيء عقله منه ما حمل قوله: "كنَّا نشهد الجنائز" على الرفع بوجه: لصغر سنّه، وإنّما يمكن أن يحمل مثل هذا على الرفع إذا قاله من يحتمل أن يكون شهدها بمحضر النَّبِيّ ﷺ، وظن به أنه عاين ذلك.
على أن من الناس من لا يحمل مثل هذا أيضًا على الرفع حتى يصرِّح به لاحتمال أن يكون قائله قصد الإخبار عن سير الخلفاء المقتدى لهم؛ لاعتقاده أن ذلك حجة، وإذا احتمل مثل هذا كان الرفع معنى زائدًا لا يثبت بالشك ولا يستفادُ بالظن، وفي كلِّ هذا نظر لا يَتسع لبسطه هذا المختصر.
فصل: وأبو بكر بن عثمان هو ابن أخي أبي أمامة بن سهل بن حنيف لا يعرف له اسم، كنيته اسمه، يُعدُّ لا أهل المدينة (١).
(١) انظر: التاريخ الكبير (٩/ ١٣)، والأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (٢/ ٢٤٠)، والاستغناء (٢/ ١٠٦٦).