وتابع الليثَ عليه موسى بن قيس - وهو صدوق - كما ذكره أبو داود أيضًا. وعلى هذا فالراجح الرفع، وهكذا ورد من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص: ١٢٦) (رقم: ٢٥١). وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث فقال: "من يرفعه وأيهما أصبح؟ فقال: قوم من الثقات يرفعونه". العلل (٢/ ٢٩١). وهو ما رجّحه الألباني أيضًا في السلسة الصحيحة (٣/ ٣١٩). (١) أخرجه أبو داود في السنن كتاب: الأدب، باب: كم مرَّة يُشمَّت العاطس (٥/ ٣٩١) (رقم: ٥٠٣٦)، والترمذي والسنن كتاب: الأدب، باب: ما حاء كم يُشمِّت العاطس (٥/ ٧٩) (رقم: ٢٧٤٤) من طريق عُبيدة أو حميدة بنت عبيد بن رفاعة الزرقي، عن أبيها، عن النبي ﷺ. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، وإسناده مجهول". قلت: يعني بالمجهول عُبيدة، فقد قال عنها الذهبي في الميزان (٦/ ٢٨٢): "لا تُعرف"، وقال الحافظ في التقريب (رقم: ٨٦٣٨): "لا يُعرف حالها". وهو مرسل أيضًا كما قال المنذري في مختصره (٧/ ٣٠٩)، والحافظ في الإصابة (٧/ ٢٢٨)، لأنَّ عبيد بن رفاعة تابعي لا صحبة له، ومع هذا فإن الحديث يصلح شاهدًا لمرسل أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. انظر: الطبقات لمسلم (١/ ٢٣٩)، والمراسيل لابن أبي حاتم (ص: ١١٥) (رقم ٢٣٢)، ومعرفة الثقات للعجلي (٢/ ١١٧)، وجامع التحصيل (ص: ٢٣٤) (رقم: ٤٩٦). ولحديث الباب شاهد صحيح آخر من حديث سلمة بن الأكوع، أخرجه مسلم في صحيحه كتاب: الزهد، باب: تشميت العاطس (٤/ ٢٢٩٢ - ٢٢٩٣) (رقم: ٥٥). قال ابن عبد البر عن حديث الموطأ: "لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث، وهو حديث متصل عن النَّبِيّ ﷺ من وجوه، منها: حديث سلمة بن الأكوع، وحديث أبي هريرة". التمهيد (١٧/ ٣٢٥).