قلت: وأعلَّه الإمام أحمد أيضًا فيما نقله الطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ٢٢١) عن ابنه أنَّه قال: "قال أبي: هذا الحديث: "إن رسول الله ﷺ "إنَّما هو عن الزهري مرسل، وحديث سالم فعل ابن عمر، وحديث ابن عيينة كأنَّه وهم". وقال أبو القاسم الحنائي: "هكذا قال سفيان بن عيينة ووهم فيه أيضًا، فحمل كلام الزهري على الحديث وجعله كله مسندًا، والمحفوظ عن الزهري عن سالم: أنّ ابن عمر كان يمشي أمام الجنازة، قال الزهري: وكان رسول الله ﷺ يمشي أمامها والخلفاء بعد أبو بكر وعمر ﵄، وهي السنة، هكذا رواه الليث بن سعد عن يونس الأيلي، عن الزهري، وتابعه على ذلك عُقيل بن خالد، وهو المحفوظ". فوائد الحنائي (٣/ ٣٥). وقال أبو يعلى الخليلي: "في هذا الحديث كلام كثير؛ لأنَّ هذا يتفرد به سفيان بن عيينة عن النَّبِيّ ﷺ، والحفاظ استقصوا على سفيان في هذا، حتى إنَّ حميد بن الربيع قال: حضرتُ ابن عيينة، وقيل له: إنَّ معمرًا وابن جريج يخالفانك فيه، ولا يسنداه؟ فقال: الزهري حدّثنيه، سمعتُه من فيه، يعيده ويديه مرارًا، ألست أحصيه عن سالم، عن أبيه". الإرشاد (٢/ ٨١٧ - ٨١٨). وذكر ابن حجر قول ابن عيينة من طريق علي بن المديني، ثم قال: "وهذا لا ينفي عنه الوهم، فإنه سمعه منه عن سالم، عن أبيه، والأمر كذلك، إلَّا أن فيه إدراجًا، لعل الزهري أدمجه إذ حدّث به ابن عيينة وفصله لغيره". التلخيص الحبير (٢/ ١١٨ - ١١٩). فالحاصل أنّ الصواب في هذا الحديث ما رواه مالك ومن تابعه مرسلًا كما قال الإمام أحمد والنسائي والدارقطني وغيرهم من أهل الحديث كما قال الترمذي. وانظر: نصب الراية: (٢/ ٢٩٣ - ٢٩٥). (٢) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٨١) من طريق محمد بن بكر البرساني وأبي زرعة، كلاهما عن يونس به. ومن طريق محمد بن بكر، أخرجه أيضًا الترمذي في السنن (٣/ ٣٣١) (رقم: ١٠١٠)، وابن ماجة =