للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللطف واللطائف. لم يحتج إلى البيان، فقد سارت بحديثه الركبان.

من كان كالبدر يزهو حسن بهجته ... فليس يلحقه نقص ولا خلل

فمعارفه كالأهلة تتوقد، وفواضله على مرور الأيام تزهو وتتجدد. له نظم أرق من الخيال، وآنق من مواصلة ذوات الحجال.

قد اثبت من نظمه ما هو كالرحيق الرائق، وذكرت من شعره ما هو الأنيق الفائق.

فمن منظوماته، وعذب أبياته، قوله مضمنا لبعض من أبيات الحماسة في مدح محمد أمين (١) باشا. وهي:

تقول فتاة الحي وهي تلومني ... أمالك عن دار الهوان رحيل

فان عناء المستنيم إلى الأذى ... بحيث يذل الأكرمين طويل

فثب وثبة فيها المنايا أو المنى ... فكل محب للحياة ذليل

فان لم تطقها فاعتصم بابن حرة ... لهمته فوق السماك مقيل

يعين على الجلى ويستمطر الندى ... على ساعة فيها النوال قليل

فقلت ومن ذا فأرشديني فإنني ... إلى مثله بادي الركاب عجول

فقالت أمين غصن جرثومة الندى ... ألوف العطا للمكرمات فعول (٢)

تدرع ثوب المجد والحزم يافعا ... فحطت شباب دونه وكهول

له الهمة القعساء والرتبة التي ... تعز على من رامها وتطول (٣)

بدا في سما العليا بالعز شارقا ... جري السنا لا يعتريه أفول


(١) في ب في مدح حضرت محمد.
(٢) في الاصل جرثومة الندا وفي ب: جرثومة السخا
(٣) في الاصول: له همة

<<  <  ج: ص:  >  >>