للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كان رأي أبي المأمون إذ حكموا ... إلا وكنت برأيي ابن معتصم

وهو صنفان تجنيس إشارة، وتجنيس إضمار. فتجنيس الإشارة هو أن يقصد الشاعر المجاراة (١) في بيته بين الركنين من الجناس، فلا يطيعه الوزن على إيرادهما، فيضم واحدا منهما، ويعدل بقوله إلى مرادف فيه كناية تدل على الركن المضمر. فإن لم يتفق له مرادف اللفظ أتى بلفظة فيها كناية لطيفة تدل عليه. وهذا خاص بالشعر، ولا مدخل له في النثر لسعته وضيق الشعر.

فمما حصلت فيه الدلالة بالمرادف على المضمر، قول امرأة من عقيل، وقد أراد قومها الرحيل عن بني ثهلان، وتوجه منهم جماعة يحضرون الإبل وهو قولها:

فما مكثنا دام الجمال عليكما ... بثهلان إلا أن تشد الأباعر

أرادت أن تجانس بين الجمال والجمال فلم يساعدها الوزن ولا القافية فعمدت إلى مرادف الجمال الاباعر كما رايته.

ومنها مراعاة النظير:

من خالد الشوق كم يحيى الغرام ولا ... أرى فؤادي مسروراً بقربهم

وهو أن يأتي المتكلم في كلامه بالشيء وما يناسبه لا على وجه التضاد، كقوله تعالى الشمس والقمر بحسبان، والنجم والشجر يسجدان (٢) حصلت الملاءمة بين الشمس والقمر والنجم والنبت.


(١) في الاصل: المجارات.
(٢) الآيتان: ٥ و ٦ سورة الرحمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>