للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا وله مقام معلوم، وكمال منظوم. ورياسة وإمارة، وأمارة ومهارة إلا أن جامع هذه المناقب، وصاحب هذه المحامد والمواهب، حضرة فريد الأوان، ويتيمة الزمان. وهدية الرحمن، وعين كل إنسان، الممدوح بكل لسان.

يلوح لنا من برجه كوكب الهدى ... ومن وجهه شمس بكل مكان

وهو الملك النجيب، والأمير الأديب، محمد امين باشا، ابن الوزير المظفر الحاج حسين باشا. فاعترف كل منهم بخيرية أخلاقه، وطيب أعراقه، وزكاء منبته، وذكاء طينته، وزيادة فطنته. وقرت الأطيار له بالثنا، وأنشدت بمدحه معلنا:

لله درك يا عين السخاء ويا ... وافي الوفاء ويا من بالعلا فطنا

أنت الكريم ونجل المكرمات ومن ... قد شاع في فضله والفضل منه لنا

وألقى كل منهم عصا التسليم، إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم (١). فاشتغلوا بالثناء، والتزموا فضيلة الدعاء.

فلا زالت أعلامه خافقة، وألسنة الأنام بشكره وعلو قدره ناطقة.

على مرور الشهور والأعوام، إلى قيام الساعة وساعة القيام.

وفي سنة ألف ومائة وست وستين، بلطف الملك الجبار المعين.

توجهت ولاية الموصل لجنابه، وتزخرفت منابرها بسمو ألقابه.

امتدحته الشعراء من المديح بكل طريق، وتبادروا لنيل سيبه من كل فج عميق. وكنت إذ ذاك في خدمة والده الوزير المشار اليه،


(١) سورة النمل، الآية: ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>