للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلقد عركت ذوي التزهد برهة ... لم ألتق إلا أفاعي تلسع

وقد اطلعت على حقائقهم فخذ ... فيما أردت فأنت منهم اورع

أني عليك أخا الشباب لمشفق ... أن كنت لي فيما أرى لك تتبع

واصل به الإخوان أصحاب الوفا ... ممن له أن غاب كأس يكرع

صل بالغبوق صبوحه واشرب على ... نغم البلابل حيث ما هي تسجع

ما بين كل مهذب الأخلاق ذي ... أدب على حسن الطبائع يطبع

قد هذبته يد التجارب فاستوى ... فيه لكتمان السرائر موضع (١)

بكر معتقة إذا جليت غدت ... منا العقول بما عليها تخلع

من كف ظبي أشبهت وجناته ... غنج من التقبيل لا يتمنع (٢)

إن قام فالأشطان فيه شواخص ... أو ماس فالأغصان منه خضع

يزري بالحاظ الجآذر لحظه ... والوجه بالأقمار اذ تتشعشع

فتخاله لترجج الأرداف إذ ... يسعى إليك إلى وراء يدفع

لا يفصلن عليك بين كئوسها ... بل بين فارغة وأخرى تترع

هذا هو العيش الهني فطب ولا ... تعبأ بما نقل الحسود الأشنع

واذا نبابك سيف عزمك لا تخف ... فجوارك الكهف الظليل الأمنع

أعني علي القدر خير أولي النهى ... بل خير ما حوت الجهات الأربع

ذاك الذي يحمي الذمار كما حمى ... أشباله الليث الهزبر الأروع

من معشر شم الأنوف وحسيهم ... نسب إلى الفاروق طردا يرفع

أن كان بحر العلم أصبح جاريا ... بين البرية فهو فيهم منبع

حبر غدا لذوي التصدر مصدرا ... أفعالهم منه غدت تتفرع

شرف له الأيام تسجد رهبة ... والدهر بين يديه طوعا يركع


(١) في الاصل: فاستوا.
(٢) في الاصل تحكها وجناته وما اثبتناه من الشمامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>