للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا راقيا درج المعالي سؤددا ... ولديه فيض عناية مستودع

حاولت إرثا عن أبيك فضائلا ... فبلغت منها خير ما يتوقع

وكسيت من حلل العلوم براعة ... حتى غدوت من البراعة ابرع

هيأت نحو الصرف نطق بيانه ... وحديث تهذيب الأصول لأبدع (١)

لا زال نصبك في محلك سرمدا ... وعلاك من مجرى المجرة أرفع

قل للذي جعل الفخار جهالة ... اقصر فليس العز ما لا يجمع

كلا ولا خيلا يطيب ركوبها ... أو باز صيد او كلابا تخدع

بل كنت مرتبة بعز مثالها ... من أن يكون بها لمثلك مطمع (٢)

هي رتبة العلماء كم من دونها ... مهج تذوب أسى وهام تقطع

فاسعد بعيد بل بعيدين أتت ... مجموعة وقد المثنى يجمع

بالفطر والنوروز هذا يعلن ال ... بشرى وهذا بالربيع يلعلع

والحق إن تهنا بك الأعياد إذ ... هي شكل دائرة وأنت المرجع

فوجودها في كل عام مرة ... ونداك عيد كل عامك اجمع

بالصوم كنت لأمر ربك طائعا ... ويداك مفطرة لأمرك أطوع

صوم بلغت به النجاح وإنما ... قد صم فيه من العداة المسمع

وفطرت بالإفطار عزم قلوبهم ... فانزاغت الأبصار نحوك خشع

هذا الربيع تبهرجت أيامه ... والأرض زخرف وشيها المتنوع

فكأن رقم زهورها سحب يرى ... بخلالها للماء برق لامع

واعتاض معتل النسيم بصحة ... فسرى من الكافور نشر أضوع

والزهر يبسم عن ثغور اقاحه ... وعيون مسود السحائب تدمع

وزبرجد الأوراق كل صبيحة ... بالدر من حبب الندى مترصع


(١) في الاصول: هيئت نحو الصرف.
(٢) في الاصول: من ان يكن فيها لمثلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>