للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قم للنعيم بروضة عمرتها ... قد أينعت زهرا وخطك اينع

أشجارها كعرائس كل غدت ... من سندس خضر عليها برقع

تسمعك أن عبث الصبا بغصونها ... كيف المثاني بالأنامل تقرع

يحكي بها الناعور حين حنينه ... صوت الرضيع إذا أبته المرضع

والسلسبيل حكت سلاسل مائه ... حبات رمل راعهن مروع

لا سيما الغرف التي فيها لها ... مهج الملوك من المهابة تصدع

وطغو حوض وانسكاب جداول ... ما بين منصرف وآخر يمنع

ولك الهنا في مورد الورد الذي ... بنفيس رياه النفوس تمتع

لو لم يكن ملك الزهور لما غدا ... فوق الأسرة دونهم متوقع

فكأنه بالروض شبه كواكب ... وله بأفق الأرض حينا مطلع

من لا يهيج صبابة لقدومه ... وجوى فدعه مع البهائم يرتع

من لم ينفس كربه متنزها ... برياضه فالعمر منه مضيع

أيكون في طبع البلابل فضلة ... عن طبعنا فتفوز فيه وتمتع

فانهض لها ودع الهموم لوقتها ... أن الهموم بمثل هذا تدفع

لا زال ما أثرت عمرك عامرا ... أبدا وما عمر الأعادي بلقع

فو حق مجدك أنني لمهذب ... إذ منك ملتمس وأنت المفزع

هذا المعنى بديع إلا أنه متداول، فممن اكثر استعماله الأديب الكامل المازن الشيخ أبو محمد الخازن (١) وقد قال من قصيدة:

ولئن كنت قد أجدت فمنه ... وإليه ما كان من حسناتي

هو اورى زندي وأنبت مني ... في رياض الصنيع أزكى نبات

كم تهاديت في حواشي نداه ... كتهادي الفتاة بالحبرات


(١) مرت ترجمته في ج ١ ص ٣٧٨

<<  <  ج: ص:  >  >>