للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استودعت بطون الصدف. وشمس أذهبت بإشراقها ظلمة السدف. فلله دره. ما أعلى قدره، وأبهى نوره، وأنفذ سحره، وارق معانيه، وأدق مبانيه. لو أبصره ابن خاقان (١) لقلد قلائد العقيان بفرائده وحلاها، أو صاحب الفرائد (٢) لاتخذ لكتابه فرائده وخلاها. أو أبصره البديع (٣) لقال البديع هذا المقال:

وكلنا على الشريف عيال. وهو كما وصفه ابن سيرين الحلبي (٤) حيث قال:

بعثت أيا ابن الاكرمين بروضة ... من النظم يسقيها الحجا صوب وكفه

خميلة شعر يزدهي البدر نورها ... وينأى عن الشعرى العبور بعطفه

كأن غصونا أودعت في سطورها ... لها ثمر يلتذ سمعي بقطفه

إذا ما غشى ليل المداد بطرسها ... نهار زهت فيه كواكب وصفه

وكانت كما زارت معطرة اللمى ... مبردة من حر قلب ولهفه


(١) هو الفتح بن محمد بن عبيد الله ابن خاقان الاشبيلي الوزير، أبو نصر المتوفى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة. وكتابه قلائد العقيان في محاسن الاعيان جمع فيه من شعراء المغرب طائفة كبيرة وتكلم على ترجمة كل واحد منهم بأحسن عبارة والطف اشارة. وقد طبع عدة طبعات. ترجمته في ص ٣٢ ج ١
(٢) لا ندري من يريد بصاحب الفرائد فقد سميت كتب كثيرة في الادب بهذا الاسم.
(٣) يريد به بديع الزمان الهمداني وقد مرت ترجمته في ص. ١١١ ج ١
(٤) كذا في الاصول وصوابه ابن سنين. هو سرور بن الحسين الحلبي الشاعر المشهور كان أحد أفراد الزمان في النظم وله شعر بديع الصنعة بليغ الاسلوب، فارق وطنه بحلب وسارع الى طرابلس الشام وامرائها بني سينا ومنهم الأمير محمد. وكانت وفاته في حدود العشرين بعد الالف خلاصة الاثر ٢: ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>