للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيكون معنى الحديث والله أعلم: لا يتقدم أحد بأي صيام، إلا ما استثناه الدليل. وبهذا يُجمع بين النصوص: فتكون أحاديث النهي عن التقدم والنهي عن صيام يوم الشك، لمن لم يكن له عادة صيام، وتكون أحاديث وصل شعبان برمضان، لمن كانت له عادة صيام.

قال الشَّوكاني (١): "ولا تعارض بينه وبين ما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - من صوم شعبان أو أكثره ووصله برمضان, وبين أحاديث النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين ... ، فإن الجمع بينها ظاهر: بأن يحمل النهي على من لم يدخل تلك الأيام في صيام يعتاده، وقد تقدم تقييد أحاديث النهي عن التقدم بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إلا أن يكون شيء يصومه أحدكم» (٢) " (٣).

والله أعلم.


(١) هو: محمد بن علي بن محمد الشوكاني الخولاني, أبو عبد الله, فقيه مجتهد من كبار علماء صنعاء اليمن, ولي قضاءها, ومات حاكما بها, وكان يرى تحريم التقليد, توافد عليه الطلاب من كل مكان, من مصنفاته: نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار، وفتح القدير في التفسير، والسيل الجرار, مات سنة ١٢٥٠ هـ. ينظر: البدر الطالع ٢/ ٢١٤, الأعلام ٦/ ٢٩٨، معجم المؤلفين ١١/ ٥٣.
(٢) هذه الرواية رواها: أبو داود ٢/ ٢٩٨ رقم ٢٣٢٧, باب من قال: فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين, والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٣٤٩ رقم ٧٩٤٨, باب النهي عن استقبال شهر رمضان بصوم يوم أو يومين، والنهي عن صوم يوم الشك, من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وصححه الألباني في صحيح أبي داوود ٧/ ٩٤.
(٣) نيل الأوطار ٤/ ٢٩٢.

<<  <   >  >>