للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الأول: قول رمضان (١) دون أن تسبقه كلمة شهر (٢).

اختيار الشيخ المباركفوري: اختار جواز قول رمضان مطلقا دون إضافة لفظة شهر بلا كراهة، فقال: "وفيه دليل لما ذهب إليه الجمهور من أنه يجوز أن يقال رمضان بدون إضافة لفظ الشهر إليه" (٣).

تحرير محل الخلاف: قد سمى الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز شهر (الصيام) (٤) شهر رمضان؛ وذلك في قوله عز وجل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (٥).


(١) رمض: الراء والميم والضاد أصل مطرد يدل على حدّة في شيء من حرّ وغيره، فالرَّمْض: حرّ الحجارة من شدّة حرّ الشمس. وأرض رمضة: حارة الحجارة، ومنه سمي: "رمضان" لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة، فوافق رمضان أيام رمض الحر، وكان اسمه ناتقا ويجمع على رمضانات وأرمضاء. ينظر: معجم مقاييس اللغة ٢/ ٤٤٠، والنهاية في غريب الحديث ٢/ ٢٦٤، ولسان العرب ٤/ ٣٤.
(٢) شهر: الشين والهاء والراء أصل صحيح يدل على وضوح في الأمر وإضاءة، والشهر: واحد الشهور، وقد أشهرنا، أي أتى علينا شهر، والعرب تسمي الهلال شهرا، سمى به لشهرته وظهوره. ينظر: معجم مقاييس اللغة ٣/ ٢٢٢، والصحاح ٢/ ٧٠٥، والنهاية في غريب الحديث ٢/ ٥١٥.
(٣) مرعاة المفاتيح ٦/ ٣٩٩.
(٤) الصَّوْم والصِّيام: في اللغة: هو الكف والإمساك. يقال: صامت الشمس في كبد السماء أي قامت في وسط السماء ممسكة عن الجري. والإمساك عن الكلام يسمى صوما، كما في قوله تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} [سورة مريم: ٢٦] , أي: ممسكة عن الكلام. والصائم من الخيل القائم الساكن الذي لا يطعم شيئا. قال النابغة: خَيلٌ صيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ ... تَحت العجاج، وأخرى تَعْلِك اللُجُما. ينظر: الصحاح ٥/ ١٩٧٠، ومقاييس اللغة ٣/ ٣٢٣، ولسان العرب ١٢/ ٣٥١. وفي الشرع: عرفه النسفي الحنفي بقوله: "عبارة عن الإمساك عن الأكل والشرب والمباشرة، مع النية في جميع النهار". ينظر: طلبة الطلبة ص: ٢١. وعرفه ابن عرفة المالكي بقوله: "كفُّ بنيةٍ عن إنزالٍ يقظةً ووطء وإنعاظ ومذي ووصولِ غذاء غيرِ غالبِ غبارٍ أو ذباب أو فلقة بين الأسنان بحلق أو جوف زمن الفجر حتى الغروب دونَ إغماء أكثر نهاره". ينظر: شرح حدود ابن عرفة ص ٨٠. وعرفه النووي الشافعي بقوله: "إمْسَاك مَخْصُوص فِي زمن مَخْصُوص من شخص مَخْصُوص". ينظر: تحرير ألفاظ التنبيه ص ١٢٣. وعرفه البعلي الحنبلي بقوله: "عبارة: عن الإمساك عن أشياء مخصوصة في زمن مخصوص من شخص مخصوص بنية مخصوصة". ينظر: المطلع على ألفاظ المقنع ص ١٨٢.
(٥) سورة البقرة: الآية: ١٨٥.

<<  <   >  >>