للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأن أصوم، يا رسول الله، أهون علي من أن أؤخره، فيكون دينا، أفأصوم يا رسول الله أعظم لأجري، أو أفطر؟ قال: «أيُّ ذلك شئتَ يا حمزةُ» (١).

وجه الاستدلال: أن الحديث صريح في أن صيام حمزة - رضي الله عنه - كان في رمضان، فخيره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الصيام والإفطار (٢).

الدليل السادس: عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم، إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعبد الله بن رَواحَة (٣)» (٤).

وجه الاستدلال: أن الصوم والإفطار في السفر لو لم يكونا مباحين لما صام النبي - صلى الله عليه وسلم - وعبد الله بن رواحة ¢، وأفطر الصحابة (٥).

وفيه رَدّ على من منع صوم رمضان في السفر (٦).

الدليل السابع: عن أنس - صلى الله عليه وسلم - قال: «كنا نسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم» (٧).


(١) رواه أبو داود ٢/ ٣١٦ رقم ٢٤٠٣, كتاب الصوم, باب الصوم في السفر, واللفظ له, والحاكم ١/ ٥٩٨ رقم ١٥٨١, والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٤٠٥ رقم ٨١٤٣, باب جواز الفطر في السفر القاصد دون القصير, وينظر: إرواء الغليل ٤/ ٦١ رقم ٩٢٦.
(٢) ينظر: فتح الباري ٤/ ١٨٠، وعمدة القاري ١١/ ٤٥.
(٣) هو: عبد الله بن رَواحَة بن ثعلبة, أبو محمد الأنصاري الخزرجي، صحابي أحد النقباء, شهد العقبة، وبدرا، واستخلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - على المدينة في إحدى غزواته, روى عنه: ابن عباس، وأبو هريرة رضي الله عنهم, قتل يوم مؤتة شهيدا سنة ٨ هـ. ينظر: الإصابة ٤/ ٧٢، والاستيعاب ٣/ ٨٩٨، والأعلام ٤/ ٨٦.
(٤) متفق عليه: رواه البخاري ٣/ ٣٤ رقم ١٩٤٥, كتاب الصوم, باب إذا صام أياما من رمضان ثم سافر, ومسلم ٢/ ٧٩٠ رقم ١١٢٢, كتاب الصيام, باب التخيير في الصوم والفطر, واللفظ له.
(٥) ينظر: عمدة القاري ١١/ ٤٦، وإرشاد الساري ٣/ ٣٨٥.
(٦) ينظر: نيل الأوطار ٤/ ٢٦٥.
(٧) رواه البخاري ٣/ ٣٤ رقم ١٩٤٧, كتاب الصوم, باب لم يعب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعضهم بعضا في الصوم والإفطار, واللفظ له, ومسلم ٢/ ٧٨٨ رقم ١١١٨, كتاب الصيام, باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر ...

<<  <   >  >>