للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عائشة: «ما يمنعك أن تدنو من أهلك فتقَبِّلها وتلاعبها؟ » , فقال: أقبلها وأنا صائم؟ ! , قالت: «نعم» (١).

وجه الاستدلال: هذا الحديث دليل على أن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - لا ترى تحريم القبلة والمباشرة للصائم ولا أنها من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا أنها تفرق بين الشاب والشيخ في ذلك، بل الكل عندها سواء (٢).

ولأن عائشة بنت طلحة كانت أجمل نساء أهل زمانها، وكانت أيام أم المؤممين عائشة - رضي الله عنها - هي وزوجها عبد الله فتيين في عنفوان الشباب (٣).

الدليل الثالث: عن مَسْرُوق (٤) قال: سألت عائشة - رضي الله عنها -: ما يحل للرجل من امرأته صائما؟ قالت: «كل شيء إلا الجماع» (٥).

وجه الاستدلال: فهذه عائشة - رضي الله عنها - تقول فيما يَحرُم على الصائم من امرأته وما يحل له منها ما قد ذُكِر، فدل ذلك على أن المباشرة كانت مباحة عندها للصائم الذي يأمن على نفسه ومكروهة لغيره، ليس لأنها حرام عليه، ولكنه لا يأمن إذا فعلها من أن تغلبه شهوته فيقع فيما يَحرُم عليه (٦).


(١) أخرجه مالك في الموطأ ص/٢٩٢ رقم ١٦, في الصيام باب ما جاء في الرخصة في القبلة للصائم, والطحاوي في شرح معاني الآثار ٢/ ٩٥ رقم ٣٣٩٩, في الصيام باب القبلة للصائم, وصححه الألباني في الصحيحة ١/ ٤٣٢.
(٢) ينظر: شرح الزرقاني على الموطأ ٢/ ٢٤٢، وفتح الباري ٤/ ١٥٠، وإرشاد الساري ٥/ ٣٦٨.
(٣) ينظر: المحلى ٤/ ٣٤٥.
(٤) هو: مَسْرُوْق بنُ الأَجْدَع بن مَالِك الوَادِعِيّ الهَمْدَانِيّ، أبو عائشة, تابعي ثقة من أهل اليمن, قدم المدينة في أيام أبي بكر رضي الله عنه، وسكن الكوفة, روى عن: أبي بكر, وعمر, وعائشة، وغيرهم, وعنه: الشعبي, والنخعي, وأبو الضحى, وغيرهم, توفي سنة ٦٣ وقيل ٦٢ هـ. ينظر: الطبقات الكبرى ٦/ ٧٦, سير أعلام النبلاء ٤/ ٦٣, تهذيب التهذيب ١٠/ ١١١.
(٥) رواه عبد الرزاق ٤/ ١٨٩ رقم ٧٤٣٩, في الصيام, باب مباشرة الصائم, والدارمي في السنن ١/ ٦٩٥ رقم ١٠٧٩, كتاب الطهارة, باب مباشرة الحائض, بسند صحيح كما ذكر الحافظ في الفتح ٤/ ١٤٩, والألباني كما في الصحيحة ١/ ٤٣٥.
(٦) ينظر: نخب الأفكار للعيني ٨/ ٥١٥.

<<  <   >  >>