للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرابع: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الله أطعمك وسقاك»: معناه: لا صنع لك في هذا الفعل, وإنما هو فعل الله فقط؛ فلا حرج عليك فيه ولا إثم؛ فأتمم صومك (١).

الدليل الرابع: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «من أفطر في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة» (٢).

وفي لفظ: «إذا أكل الصائم ناسيا أو شرب ناسيا، فإنما هو رزق ساقه الله إليه ولا قضاء عليه» (٣).

وجه الاستدلال: نص الحديث على إسقاط القضاء والكفارة على من أفطر ناسيا في شهر رمضان (٤).

الدليل الخامس: عن أم إسحاق (٥) - رضي الله عنها - أنها كانت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فأُتِي بقصعة من ثريد (٦) , فأكلت معه, ومعه ذو اليدين (٧) , فناولها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَرْقا (٨) , فقال: «يا أم إسحاق! أَصيبي من هذا». فذكرتُ أني كنت صائمة, فتركتُ يدي لا أقدمها ولا أؤخرها,


(١) ينظر: شرح العمدة كتاب الصيام ١/ ٤٥٨, الحاوي الكبير ٣/ ٤٣١، وحاشية الروض المربع ٣/ ٤٠١، إحكام الأحكام ٢/ ١٢.
(٢) رواه ابن حبان ٨/ ٢٨٧ رقم ٣٥٢١, كتاب الصوم, باب ذكر نفي القضاء والكفارة على الآكل الصائم في شهر رمضان ناسيا, والحاكم ١/ ٥٩٥ رقم ١٥٦٩, وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم", والدارقطني في السنن ٣/ ١٤٢ رقم ٢٢٤٣, كتاب الصيام, وعنه البيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٣٨٧ رقم ٨٠٧٤, باب من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه ولا قضاء عليه, وقال: "كلهم ثقات", وقال الألباني في الإرواء ٤/ ٨٧: "إسناده حسن".
(٣) رواه الدارقطني في السنن ٣/ ١٤١ رقم ٢٢٤٢, كتاب الصيام, وقال: "إسناد صحيح وكلهم ثقات".
(٤) ينظر: فتح الباري ٤/ ١٥٧, وعمدة القاري ١١/ ١٨، وعون المعبود ٧/ ٢٣.
(٥) هي: أم إسحاق الغنوية, كانت من المهاجرات, روت عنها: أم حكيم بنت دينار، ويروي عنها أهل البصرة. ينظر: الإصابة ٨/ ٣٥٤, معرفة الصحابة ٦/ ٣٤٧٠, الاستيعاب ٤/ ١٩٢٥.
(٦) الثَرِيد والثَرِيدة: طعام يتخذ من الخبز يُهشم ويبل بماء القدر ونحوه، ولا يكون غالبا إلا مع لحم. ينظر: تهذيب اللغة ١٤/ ٦٣، القاموس المحيط ٣/ ١٠٢.
(٧) ذو اليَدَيْن: رجل من بني سليم يقال له: الخِرْباق بن عمرو، شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أوهم في صلاته فخاطبه ذو اليدين، عاش حتى روى عنه المتأخرون من التابعين. ينظر: تهذيب الأسماء واللغات ١/ ١٨٥، الإصابة ٢/ ٢٣٣، الوافي بالوفيات ١٣/ ١٨٦.
(٨) العَرْق: بسكون الراء هو العظم الَّذي يقشر عَنه مُعظم اللَّحم وَتبقى عَلَيه بَقِيَّة من لَحمه. ينظر: تهذيب اللغة ١/ ١٥٠، النهاية ٣/ ٢٢٠، تاج العروس ٢٦/ ١٣٦.

<<  <   >  >>