للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الاستدلال: أن هذا الفضل العظيم في تضعيف الحسنات دليل على أفضلية الصوم في شهر الله المحرم (١).

الدليل الرابع: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما أخر ذلك حتى يجتمع عليه صوم السنة، فيصوم شعبان» (٢).

وجه الاستدلال: أن صيام النبي - صلى الله عليه وسلم - لشهر شعبان لم يكن لأنه أفضل الشهور بعد رمضان؛ وإنما كان يقضي فيه ما اجتمع عليه من أيام لم يصمهن (٣). وأما صيام شهر الله المحرم فلأفضليته على غيره.

أدلة القول الثاني: القائلين بأن أفضل الشهور صوما بعد رمضان شهر شعبان.

الدليل الأول: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان أحب الشهور إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان» (٤).

الدليل الثاني: عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: «ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم شهرين متتابعين، إلا أنه كان يصل شعبان برمضان» (٥).

الدليل الثالث: عن أبي سلمة قال: سألت عائشة - رضي الله عنها - عن صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: «كان يصوم حتى نقول قد صام، ويفطر حتى نقول قد أفطر، ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا» (٦).

وجه الاستدلال: أن هذه النصوص تدل على أن أفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شعبان؛ وذلك لمحافظته - صلى الله عليه وسلم - على صومه أو صوم أكثره، ولتصريح أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بأنه أَحبّ الشهور صياما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) ينظر: التيسير بشرح الجامع الصغير ٢/ ٤٢٥، التنوير شرح الجامع الصغير ١٠/ ٢٧٨.
(٢) رواه الطبراني في المعجم الأوسط ٢/ ٣٢٠ رقم ٢٠٩٨؛ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ١٩٢: "فيه: محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام"، وقال الحافظ في الفتح ٤/ ٢١٤: "وفيه حديث ضعيف أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق ابن أبي ليلى، وهو ضعيف".
(٣) ينظر: شرح البخاري لابن بطال ٤/ ١١٥.
(٤) سبق تخريجه صفحة (١٤٠).
(٥) سبق تخريجه صفحة (١٤١).
(٦) سبق تخريجه صفحة (١٤١).

<<  <   >  >>