للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعا: وأما استدلالهم بحديث عائشة - رضي الله عنها - فيجاب عنه:

أنه حديث ضعيف جدا لا تقوم به الحجة (١).

وعلى التسليم بصحته فلا يفيد أبدا أن الضيف لا يجوز له الفطر من صيام النفل, وإنما يفيد عِظَم حق أصحاب الدعوة؛ لأن لهم حق ضيافته، فلا يَحزنهم بالصوم؛ إذ جبر خاطرهم أفضل من الصوم تطوعا (٢).

ولأن صوم التطوع حينئذ قد يورث حقدا في النفس، وأما جبر خاطر المضيف بالفِطر عنده يورث المودة والمحبة في الله، وهو أعم نفعا (٣).

ولأنه من آداب الضيف أن يطيع المضيف, فإذا خالف فقد ترك الأدب (٤). والله أعلم.


(١) ينظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير ٦/ ٢٣١.
(٢) ينظر: التنوير شرح الجامع الصغير ١٠/ ٤١٢.
(٣) ينظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير ٦/ ٢٣١.
(٤) ينظر: تحفة الأحوذي ٣/ ٤١٩.

<<  <   >  >>