للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: أن يكون عاشوراء هو اليوم التاسع كما مر معنا في مسألة سبقت (١). فإذا صام التاسع مع العاشر تأكد من صيام يوم عاشوراء.

قال الحطاب: "لأنه قد تقدم أن العلماء اختلفوا في يوم عاشوراء، هل هو التاسع أو العاشر" (٢).

وقال ابن رشد الجد: "وقد اختلف فيه فقيل: هو العاشر، وقيل: هو التاسع. فمن أراد أن يتحراه صام التاسع والعاشر" (٣).

الثاني: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر (٤).

الترجيح: الذي يترجح -والله أعلم- هو القول الأول: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.

وذلك واضح في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله تعالى صمنا اليوم التاسع»، فإنه قد وقع جوابا لقولهم: «إنه يوم يعظمه اليهود». فأراد - صلى الله عليه وسلم - أن يضم إلى العاشر يوما آخر ليكون هديه مخالفا لهدي أهل الكتاب.

والله أعلم.


(١) صفحة (٥١٩).
(٢) مواهب الجليل ٢/ ٤٠٦.
(٣) المقدمات الممهدات ١/ ٢٤٢.
(٤) ينظر: المجموع ٦/ ٣٨٣، العزيز ٣/ ٢٤٦.

<<  <   >  >>