للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل الرابع: عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في قضاء رمضان: «إن شاء فرق وإن شاء تابَع» (١).

الدليل الخامس: عن محمد بن المُنْكَدِر (٢) , قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن تقطيع قضاء صيام شهر رمضان, فقال: «ذلك إليك, أرأيت لو كان على أحدكم دَين فقضى الدِرهم والدرهمين, ألم يكن قضاءً؟ ، فالله أحق أن يعفو ويغفر» (٣).

الدليل السادس: ولأنه جاء عن جمع من الصحابة: كأبي هريرة، وابن عباس, وأبي عبيدة عامر بن الجراح (٤) , وأنس بن مالك, ومعاذ بن جبل, ورافع بن خديج - رضي الله عنهم -، كلهم يقول: «إحصِ العدة، وصُم كيف شئتَ» (٥).

الدليل السابع: ولأن الصوم وإن وجب جملة، فهو دين في الذِمَّة؛ وقضاء الدين يُجزئ متتابعا ومتفرقا؛ ولأنه إذا جاز تأخيره كله إلى شعبان، فتأخير بعضه أولى (٦).

أدلة القول الثاني: القائلين بأنه لا يجوز تأخير قضاء رمضان ولا تفريقه بغير عذر.


(١) رواه الدارقطني في السنن ٣/ ١٧٣ رقم ٢٣٢٩, في الصيام, باب القبلة للصائم, وأشار إليه البيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٤٣٢, بقوله: "وقد روي من وجه آخر ضعيف عن ابن عمر مرفوعا". وضعفه الألباني في الإرواء ٤/ ٩٤ رقم ٩٤٣.
(٢) هو: محمد بن المنكدر بن عبد الله القرشي التيمي، أبو بكر المدني الزاهد، أحد الأئمة الأعلام, ورجال الحديث, أدرك بعض الصحابة وروى عنهم, له نحو مائتي حديث، روى عنه: مالك, وشعبة, والثوري, وغيرهم, توفي سنة ١٣٠ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ٥/ ٣٥٣, تهذيب التهذيب ٩/ ٤٧٤, الأعلام ٧/ ١١٢.
(٣) رواه ابن أبي شيبة في المصنف ٢/ ٢٩٢ رقم ٩١١٣, في الصيام باب: ما قالوا في تفريق رمضان, والدارقطني في السنن ٣/ ١٧٤ رقم ٢٣٣٣, وقال: "إسناد حسن إلا أنه مرسل", والبيهقي في الكبرى ٤/ ٤٣٢ رقم ٨٢٤٣، في الصيام باب قضاء شهر رمضان إن شاء متفرقا وإن شاء متتابعا.
(٤) هو: عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري, أبو عبيدة المكي, أحد السابقين إلى الإسلام, وأحد العشرة المبشرين بالجنة، شهد بدرا وما بعدها, أمين هذه الأمة, توفي في طاعون عمواس سنة ١٨ هـ. ينظر: معرفة الصحابة ٤/ ٢٠٤٩, الاستيعاب ٢/ ٧٩٢؛ سير أعلام النبلاء ١/ ٥.
(٥) رواه ابن أبي شيبة في المصنف ٢/ ٢٩٢، في الصيام, باب ما قالوا في تفريق رمضان, والدارقطني في السنن ٣/ ١٧١، في الصيام, باب القبلة للصائم, والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٤٣١, في الصيام, باب قضاء شهر رمضان إن شاء متفرقا، وإن شاء متتابعا.
(٦) ينظر: شرح العمدة كتاب الصيام ١/ ٣٤٨.

<<  <   >  >>