قال ابن حزم:"قلنا: هذا شك من حذيفة أو ممن دونه، ولا يقطع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشك، ولو أنه - عليه السلام - قال:«لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة» لَحَفِظَه الله تعالى علينا، ولم يدخل فيه شَكّ. فَصَحَّ يَقينا أنه - عليه السلام - لم يَقُلْه قَطّ"(١).
الجواب الرابع: وإذا كان قول حذيفة - رضي الله عنه - هذا موقوف عليه -وهو الراجح كما سبق-، فيكون إنكار ابن مسعود - رضي الله عنه - عليه؛ لِعِلْمٍ عنده بجواز هذا الفعل الذي أنكره حذيفة, فلذلك قال له:«لعلهم حَفِظوا ونَسيتَ وأصابوا وأخطأتَ» , فَأَوْهَنَهُ في الرواية والحُكم.
فيكون ما ذكره حذيفة - رضي الله عنه - إنما هو اجتهاد منه، وقد خالفه فيه ابن مسعود - رضي الله عنه -، ولا مسوغ لترجيح اجتهاد حذيفة - رضي الله عنه - على اجتهاد غيره دون دليل. والله أعلم.