للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالي: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (١). فمن كانت عنده حاجة يريدها في غير شر فليسأل الله تعالى ويلح في طلب السؤال. وليتيقن بأن الله تعالى سيستجيب له إما بتلبية دعاءه أو بما هو أفضل منه. فعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله : (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر) (٢). والإعتماد على الله والتوكل عليه في قضاء الحوائج باب من أبواب الإستجابة والتوفيق.

السحر من منظور مقاصد القرآن الكريم عند ابن عاشور:

• إن السحر محرم بالإجماع، ولذا هو يتناقض مع مقصد التشريع للأحكام.

• السحر فيه ضرر للناس واذى للمسلمين دون رحمة بالمسحورين ولذا هو يتناقض مع المقصد الأعلى للقرآن وهو صلاح الأحوال الفردية والجماعية.

• السحر كفر وفيه افساد لعقيدة الناس ودعوتهم للتعلق بغير الله في طلب حوائجهم، سواء من الهة باطلة أو اسحار وشعوذة او غيره، ولأن السحر يتم بعد الاستعانة بمردة الشياطين ويظهر الساحر التذلل لها ولذا هو يتناقض مع مقصد إصلاح الإعتقاد وتعليم العقد الصحيح.

• السحر يلحق الضرر بالناس مثل إيقاع الخلاف بين الأزواج مما قد يصل إلى حد الطلاق. وكذلك قد يقوم بعضهم بعمل سحر المحبة مما يجعل المسحور يقع في حب الذي جلب السحر وفي هذا استغلال للناس وهي صفات ذميمة. ولذا السحر يتناقض مع مقصد تهذيب الأخلاق.

• من يقوم بالسحر ولا يبطله يقدم على فعل كبيرة من الكبائر ويصر عليها وهذا يعارض مقصد المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير، حيث لا يردع الساحر ولا يستمع للإنذار والوعيد بالعقوبة في الآخرة إذا لم يتب.


(١) سورة البقرة، آية ١٠٢.
(٢) أخرجه أحمد (١١١٣٣) واللفظ له، وابن أبي شيبة (٢٩٧٨٠)، وعبد بن حميد (٩٣٥).

<<  <   >  >>