للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• أن ينشئ المسلمين همة السعي إلى سيادة العالم كما ساده أمم من قبلهم.

• معرفة أن قوة الله تعالى فوق كل قوة وأن الله ينصر من ينصره.

• أنها يحصل منها بالطبع فوائد في تاريخ التشريع والحضارة مما يفتق بأذهان المسلمين للإلمام بفوائد المدنية (١).

فوائد تكرار القصص القرآني عند ابن عاشور:

ذكر ابن عاشور أن القصص جاءت مكررة في القرآن الكريم لأن القرآن جاء في شكل خطب ومواعظ والقصص تجتذبها المناسبات فتذكر القصة معها كالبرهان. ولتكرار القصص خمس مقاصد، وهي "رسوخها في الأذهان بتكريرها، وظهور البلاغة، أن يسمعها اللاحقون من المؤمنين في وقت نزول القرآن، المساعدة على حفظ القرآن، كما أنه ذكر من القصة في موضع ما لم يذكره في الموضع الأخر" (٢). ومعلوم أن القصص من أنجح الوسائل التي تساعد على التفكر والتدبر. كما أنها تساعد على ترسيخ العقيدة وهداية الناس والإتعاظ بما حدث للأمم السابقة. قال تعالى: ((فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (٣).

[المطلب السادس: شرح مقصد التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين]

إن التعليم من الأساسيات التي يدعو إليها ديننا الحنيف، وقد جاء الحث على التعليم والتدبر في مواضع عدة من القرآن الكريم. ولذا عده ابن عاشور المقصد السادس من مقاصد القرآن الكريم (٤). قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَاب). حيث حث القرآن على التعلم، وسؤال أهل الذكر والتدبر في آيات الله تعالى. ال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (٥).


(١) انظر التحرير والتنوير، ابن عاشور، ص ٦٥ - ٦٧.
(٢) انظر المرجع السابق، ص ٦٨ - ٦٩.
(٣) سورة الأعراف، آية ١٧٦.
(٤) مقدمة التحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور، الطاهر ابن عاشور، جزء ١، صفحة ٣٨.
(٥) سورة النحل، آية ٤٣.

<<  <   >  >>