للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الرابع: شره التسوق الإلكتروني والإسراف في شراء الأجهزة باهظة الثمن]

من مساوي التقدم في أنظمة المعلومات هو شراء مستخدميها أجهزة باهظة الثمن بما يصل إلى حد الإسراف. ولا شك أن في هذا بزخ لا سائغ له، وإهدار للمال. والإسراف منهي عنه بالكتاب والسنة. قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (١). كما وصف الله تعالى المُبذِّرِّين بأنهم إخوان الشياطين، فقال: (وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) (٢). وكرَّه رسول الله لنا إضاعة المال، لما فيه من الضرر، فقال: (إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال) (٣). وقد بين أن الانسان سيُسأل يوم القيامة عن ماله من أين أكتسبه وفيمَ أنفقه. قال رسول الله : (لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمرِهِ فيمَ أفناهُ؟ وعن علمِهِ ماذا عمِلَ بهِ؟ وعن مالِهِ مِنْ أينَ اكتسبَهُ، وفيمَ أنفقَهُ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ؟) (٤). كما أنه هناك فقراء يُمكن التصدق عليهم بدلاً من الإسراف في شراء الأجهزة الجديدة التي تنخفض قيمتها بمجرد شرائها وإستعمالها. فمثلاً لو اشترى أحدهم هاتف بسعر ستمائة دولار تصبح قيمته اربعمائة دولار بمجرد إستعماله في أول يوم.

أضرار الإسراف:

• في الإسراف مضيعة للمال وعدم حكمة، ولا يأمن الانسان الفقر والفاقة مهما بلغ غناه. وكم من غني افتقر بعد فقد ماله أو عمله. قال تعالى: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) (٥).


(١) سورة الأعراف، آية ٣١.
(٢) سورة الأسراء، آية ٢٦ - ٢٧.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، كتاب الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة والنهي عن منع وهات وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه، جزء ٥، صفحة ١٣٠، حديث رقم ١٧١٥.
(٤) أخرجه الترمذي (٢٤١٧) واللفظ له، والدارمي (٥٣٧)، وأبو يعلى (٧٤٣٤) باختلاف يسير، وأخرجه الألباني في صحيح الترغيب (٣٥٩٢) عن أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد وقال حسن صحيح.
(٥) سورة آل عمران، آية ١٤٠.

<<  <   >  >>