للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونلاحظ في الآية الكريمة أن الله تعالى بدأها بقوله (قُلْ للمؤمنات). فلم يقُل: قُلْ للمنافقات ولا للمتبرجات. لأن المنافقات غالباً لن يفعلنها، ولو كن مؤمنات كاملات الإيمان لما تبرجن. كما أن المنافقات سيضعن رأي الناس فوق رأي الله. وحتى إن اتبعن هذه التعليمات سيكون غالبا بهدف مداراة الناس أكثر من كونه إرضاء لله تعالى.

[المطلب العاشر: إنتشار التخبيب عبر مواقع التواصل الإجتماعي وحلوله]

ومن المشكلات التي يشتكي منها كثير من المتزوجات في هذا العصر أنهن يقعن في حب غير أزواجهن. وقد إنتشر هذا مع تطور وسائل التواصل الذي فتح أبواب الفتن على مصراعيه وإمكانية التحادث بين الجنسين دون حسيب ولا رقيب. وزاد الأمر سوءا خروج المرأة للعمل ومخالطتها لزملائها الرجال. وكثيرا ما يعمد بعضهم إلى الإفساد على المتزوجات للحصول عليهن فيما يعرف بالتخبيب. وهو فعل خبيث، يفسد على الناس حياتهم، وعلى الأزواج زوجاتهم، وعلى الزوجات أزواجهن. وهو محرم لما جاء في الحديث الصحيح، عن أبي هريرة أن الرسول قال: (ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أو عبدا على سيده) (١). وروى الذهبي في كتابه الكبائر: (أن رسول الله قال ملعون من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده) (٢). وتخُبب المرأة بالمرأة أو بالرجل، وكذلك يخبب الرجل بالرجل والمرأة. وبعضهم يوقع المرأة في حبه لتصبح طوعه وتفسد زواجها، ليتسلى بها ثم يتركها بعد ما يملَّ منها. وبعضهم يخببها ليأخذها من زوجها ليتزوجها. وفي كل الحالين هذا أمر مخالف للشرع، ولا يصدر إلا من الخبثاء. فالتسلي بمشاعر النساء وإفساد حياتهن أمر شرير، وليس به رحمة أو مروءة. فالمرأة عاطفية بطبعها، وسهلة الوقوع في الحب. ولذا شرع الله لها الحجاب وبقاءها في بيتها لئلا تختلط بالذئاب من الرجال وتُحفَظ لها كرامتها من عبث العابثين. وأما إن أراد المخبب الزواج بها فهذا


(١) أبو داود (٢١٧٥) واللفظ له، والنسائي في السنن الكبرى (٩٢١٤)، وأحمد (٩١٥٧) مطولاً بنحوه، وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير (٧٦٦٣) عن أبي هريرة وصححه.
(٢) الذهبي، الكبائر، صفحة ٢١١.

<<  <   >  >>