للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الرابع عشر: التجسس على الأفراد والحكومات]

التجسس من الأمور الذميمة التي ينبغي للمسلمين الترفع عنها، انطلاقا من قوله تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا) (١). وللأسف نجد شبكة الإنترنت مرتعاً خصبا لممارسة هذه الصفة المنهي عنها، حيث يقوم بعص الافراد والشركات، بل وحتى الحكومات بالتجسس على مستخدمي الإنترنت والحصول على معلومات عنهم دون إذنهم.

التجسس على الأفراد:

• يتم التجسس على الأفراد عادة بسرقة المعلومات الموجودة في ملفات تعريف الارتباط (http cookies) والمخزنة في متصفح الانترنت. وتحوي هذه الملفات على معلومات ملأها المستخدم من قبل وحُفظت في ذاكرة المتصفح ليتم إعادة إستعمالها إذا طُلِبت مرة أخرى لملأ استمارة أو نحوه. ورغم أن هذه الخاصية توفر الوقت للمستخدم، إلا إنها تعرض معلوماته الشخصية للسرقة وتفقده الخصوصية. وكثير من مواقع الإنترنت تستخرج هذه المعلومات وتستعملها في عرض إعلانات تلائم اهتمامات المستخدم حسب ما هو مخزون في هذه الملفات.

• يمكن سرقة المعلومات أيضا بطرق أكثر احترافية مثل مهاجمة قواعد البيانات (Database). وهذا النوع أخطر لأنه عادةً ما يحوي معلومات أكثر حساسية، مثل رقم البطاقة الشخصية والائتمانية والرقم الوطني ونحوها من المعلومات التي لا ينبغي أن تكون متاحة للجميع، وعادة ما يدخلها المستخدم بنفسه لمواقع رسمية كالبنوك والجامعات لضرورتها في الإستعمال.

• يمكن سرقة البيانات عن طريق القرصنة (Hackers). وعادة ما يقوم فيها قرصان الويب بمهاجمة جهاز المستخدم سواء كان حاسوب أو هاتف، وسرقة المعلومات والملفات المهمة فيه. ومن المخاطر التي يمكن أن تحدث أيضاً سرقة الصور الشخصية، ويقوم اللص بتهديد صاحب الصور لابتزازه. ولذلك كان الأفضل ترك التقاط الصور إلا للضرورة. وإذا تم التقاطها فالأفضل عدم التقاط لقطات خاصة، لأن اللص قد ينشر هذه الصور في شبكة الإنترنت حتى وينتج عن هذا ضرر للأسرة.


(١) سورة الحجرات، آية ١٢.

<<  <   >  >>