للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: الاستخدامات السيئة المخلة بالآداب في شبكات التواصل الإجتماعي]

لقد أصبحت تقنية المعلومات هي الوسيلة الرئيسية للتواصل بين الناس، وحلت شبكات التواصل الإجتماعي محل الزيارات واجتماعات النوادي، بل وحتى حلقات المساجد للأسف. فنجد معظم الناس اليوم يقضون أوقات كبيرة في هذه الأجهزة، ويضيعون فيها الأعمار ويضيعون معها الحقوق والواجبات الدينية والدنيوية. وقد تبين أن متوسط ما يقضيه الفرد على الإنترنت يومياً هو ١٤٢ دقيقة - أي ما يزيد عن ساعتين وثلث - حسب دراسة صدرت من موقع أخبار اليوم عام ٢٠٢١ م (١). وهذا ليس محمود، فوقت المسلم غالي عليه ويحتاج كل دقيقة منه. والاسوأ من هذا أن الامر لا يقتصر على ضياع الوقت فحسب، بل إن كثير من هذه الاستخدامات بها مخالفات شرعية وأمور منكرة. ولذا كان حرياً بنا بحث هذه الاستخدامات وتخير المفيد منها وطرح السيء الذي يكون به مخالفات أو على الأقل يضيع أوقات كبيرة محسوبة علينا من أعمارنا. وسنعاود الوقوف على نقطة الوقت في بحث منفصل، ونبدأ الآن بالتطرق لبعض النماذج السيئة المنتشرة من استخدامات تقنية المعلومات ولا سيما شبكات التواصل الإجتماعي. وسنبدأ بالاستخدامات السيئة لمواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية ثم ما اختلط فيه الأمر، ثم الحسن منها.

[المطلب الأول: ضياع الأوقات والتلهي عن طلب العلم والعبادة]

ان من مساوئ التكنلوجيا لمن لا يحسن إستخدامها أنها تكون سببا في ضياع الأوقات. ونرى هذا في منتشرا بصورة كبيرة في كل الفئات العمرية تقريباً، وإن كانت في الشباب أكثر إنتشارا. ولابد أن في هذا ضرر على الفرد والمجتمع. فوقت الانسان محسوب عليه، ولا ينبغي للمسلم التفريط فيه؛ بل عليه استغلاله فيما يقربه لله ويباعده عن النار. قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (٢). والإسراف في الوقت يدخل في عموم الإسراف المنهي عنه. قال رسول : (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه) (٣). وهذا


(١) وائل نبيل، ١٤٢ دقيقة .. متوسط وقت الفرد يوميًا على السوشيال في ٢٠٢١، موقع أخبار اليوم، (akhbarelyom.com).
(٢) سورة الأعراف، آية ٣١.
(٣) الترمذي (٢٤١٧)، والدارمي (٥٣٧) باختلاف يسير، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (٤٩٤) واللفظ له، وأخرجه الألباني في سنن الترمذي (٢٤١٧) عن أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد وقال حسن صحيح.

<<  <   >  >>